آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الغني القش
عن الكاتب :
إعلامي وكاتب صحفي بجريدة المدينة ومكة ممثل هيئة الصحفيين السعوديين

عام دراسي جديد.. بين النمطية والتجديد!


عبدالغني القش ..

كنت قد حررت مقالا عن الرئاسة العامة لشؤون الحرمين «هكذا أسميتها» لكن هاجس التعليم حال دونه، حيث بدأ يوم أمس العام الدراسي الجديد، والجميع يحدوه الأمل في أن يكون مغايرا للأعوام السابقة، بيئة ونظاما ومناهج دراسية وأنفاسا تربوية.

وهنا لا بد من الإشادة بحركة النقل الكبرى للمعلمين والمعلمات التي قامت بها الوزارة مشكورة هذا العام.

إن التعليم كان ولا يزال الشغل الشاغل لكل أمة تروم الرقي والتطور، ولا سبيل لذلك إلا بإعادة صياغة مفهوم المدرسة، وأنها ليست مجرد دروس وفصول، وإنما مؤسسة تعليمية ومحاضن تربوية، يفترض أن تسهم بفعالية في تشكيل هوية الطالب وشخصيته فيتشرب برامجها ودروسها والمعارف والسلوكيات، يمضي فيها الطالب أجمل أوقاته، ليتخرج فيها وقد أصبح أكثر نضجا، وأقدر على مواجهة تحديات الحياة.

الواقع الراهن لنظامنا التعليمي لا يرضي الطموح، وأهل الخبرة يدركون ذلك، وليس جديدا أن كل وزير يأتي يؤكد على أهمية تحسين البيئة، ورفع كفاءة الأداء، وتطوير النظم والإجراءات، لكن الواقع يؤكد بقاء الوضع على ما هو عليه، بدليل ربط كل شيء بالوزارة بل بالوزير شخصيا في بعض الإجراءات الإدارية والمالية مؤخرا!.

وأنا على ثقة في أن القائمين على الوزارة يدركون الخلل؛ فالمشكلات واضحة، ولكنهم يمضون الوقت في إعداد استراتيجيات ودراسات، ليخرجوا في النهاية بتوصيات مفادها أن الوضع معقد ويتطلب حلولا طويلة المدى، فيلجون في دهاليز البيروقراطية والمركزية، وهنا نتعجب من البيروقراطية المتجذرة في وزاراتنا وأنظمتنا!

وفي تصوري أن الحلول لا يمكن لها أن ترى النور إلا بالإفادة ممن هم في الميدان؛ وقد كانت للوزارة تجارب سابقة حين أسندتها لأساتذة الجامعات فسلمتهم حقيبة التطوير، والنتيجة لم تكن مرضية على الإطلاق.

وقد سبق لهذه الزاوية المطالبة بالتطوير من خلال ذوي الخبرات وليس من قبل أصحاب الشهادات (مع الاحترام الكامل لهم)، بعيدا كل البعد عن التنظير، لكن شيئا لم يتغير!.

أما البيئات التعليمية فإنها ما زالت دون مستوى التطلعات، فالصيانة واقعها مؤسف جدا، وبعض مديري المدارس يقسم أنه يدفع من حسابه، ويجمع من المعلمين لإصلاح الأعطال، لطول الوقت الذي تستغرقه الإجراءات، والحال ذاته في مدارس البنات، والدراسة في الفترة المسائية مستمرة، والمباني المستأجرة باقية، فكيف نتطلع لبيئة تعليمية محفزة؟

وسبق الحديث عن المبلغ الفلكي الذي تم رصده قبل نحو شهر لتطوير المناهج «أكثر من مليار»، والواقع أن مناهجنا ما زالت ورقية، وتحوي العديد من الحشو الذي لا فائدة ترجى منه، ولا قيمة لبعض المعلومات فهي مجرد استرسال في الأمثلة والشواهد.

أما الإجازات والنفقات فهذا موضوع آخر، وبخاصة النفقات النثرية للمناسبات وغيرها، ولعل هذه الزاوية تتناوله لاحقا، ويتبعه مقال آخر عن المعلم وتكريمه.

إن من المشاهد أن تعليمنا لا يواكب التطلعات رغم المليارات، فمع مقارنة بسيطة بما يجري في التعليم الأهلي - رغم أنه لا يستحوذ على ميزانيات كبرى مقارنة بالحكومي - فإننا نجد الفارق واضحا، ومع ذلك فالحكومي أقل شأنا من التعليم الأهلي، إذ يفوقه الأخير جودة وإتقانا، ولك أن تتصور أنه في إحدى المناطق أعلن أن العشرة الأوائل في الثانوية العامة تسعة أعشارهم من التعليم الأهلي، مما يرسم دائرة كبرى من التعجب، فالمقارنة لا تستقيم والمعادلة باتت مستعصية الحل، فأين تذهب المليارات، وهل من مراجعة للنظم والسياسات؟!

إن الأمل يحدونا في التغيير، مع أطيب الأمنيات بعام دراسي مميز في كل شيء، يبتعد عن النمطية وتكون سمته التجديد، فهل يتحقق الأمل؟

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/09/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد