التقارير

تقرير خاص: #واشنطن تنفض يدها من دماء اليمنيين.. وتترك #المملكة تغرق في المستنقع

 

مالك ضاهر ..

مئات الضحايا كانت نتيجة القصف الذي شنه تحالف الحرب على اليمن بقيادة المملكة السعودية، حيث استهدف الطائرات "الصالة الكبرى" وهي قاعة لإقامة المناسبات الاجتماعية أثناء مراسم عزاء لـ"آل رويشان".

 

وبغض النظر عن المناسبة سواء كانت لجهة أو لشخصية مؤيدة للتحالف أم لا، إلا أن الأسلوب وطبيعة المكان وحجم الغارات ونتيجتها المروعة، أثارت الكثير من التساؤلات حول مدى مشروعية الحرب على اليمن وهل يجوز قصف مناطق فيها مدنيين عزل بهذا الشكل؟ وهل يُسمح الاعتداء على مكان تقام فيه مناسبات اجتماعية كجنازة أو مأتم أو حتى عرس أو أي تجمع عائلي أو اجتماعي؟ وما المبررات التي يمكن أن تساق لمثل هذه الغارات والقصف المباشر؟ وهل من يقوم بالقصف يدرك ماذا يفعل؟ لأنه إن كان لا يدرك فمصيبة باعتبار أن هذا يمثل فشلا بكل المعايير الأمنية والعسكرية، وإن كان يدرك فهذه مصيبة أكبر وأشنع وأفظع باعتبار أنه يعرف من يقتل وحجم الضحايا الذين سيقضون جراء هذا القصف، ومن ثم لا مجال للحديث عن أي إمكانية لوقوع أخطاء عـ"الطريقة الأمريكية" التي ترتكب جرائمها ومن ثم تدعي وقوعها عن طريق الخطأ ومن ثم تعتذر وتنتهي القضية.

 

أخلاقيات المملكة.. واستهداف العُزّل!!

فاستهداف الصالة الكبرى في صنعاء بات يرسم علامات استفهام عن أخلاقيات التحالف الذي تقوده المملكة، وبالتالي هو سيثير التساؤلات حول أخلاقيات الجيش والقيادة السعودية وتاليا أخلاقيات وأدبيات شعب المملكة التي هي في طليعة المتهمين بارتكاب هذه المجازر في اليمن، ويكفي متابعة وسائل الإعلام المختلفة لا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي لنعرف مدى التهم والأوصاف التي توجه للمملكة السعودية باعتبارها هي "القائد" لهذا التحالف خاصة مع انتشار الأنباء عن أن الخبراء الأمريكيين رفضوا إعطاء الموافقة على الغارات التي نفذت على عزاء "آل رويشان"، فلماذا نضع أنفسنا كسعوديين في هذه الصورة وفي هذا الموقف ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من قتل اليمنيين العرب المسلمين جيران المملكة؟ وأي مصلحة تجنيها المملكة من ذلك؟ هل الإسلام يبيح لنا ذلك؟ هل القوانين المحلية والدولية وأعراف التعاطي مع الدول الصديقة والشقيقة تسمح بذلك؟

 

فالغارات التي وقعت السبت في صنعاء هي بلا شك تشكل خرقا للقانون الدولي الإنساني، حيث استهدفت مكانا بالتأكيد يوجد فيه مئات المدنيين ما يعني أن من ارتكب هذه الجريمة يقصد استهداف المدنيين أو أنه يعرف بإمكانية وقوع مئات الضحايا من المدنيين العزل ومع ذلك قام بالقصف، بينما القانون يوجب عليه تحييدهم، ما يدفع للحديث عن وصف ما حصل أنه جريمة حرب لأنه هدفه لقتل أكبر عدد من المدنيين، بالإضافة إلى تساؤلات تطرح عن السلاح المستخدم في القصف على صنعاء وهل استخدمت قنابل محرمة دوليا نظرا للحرائق التي وقعت وتفحم الجثث التي نقلتها وسائل الإعلام؟

 

قتل المدنيين.. بين الأسف والتنديد

وقد تعهدت قيادة التحالف الأحد في بيان له بإجراء "تحقيق فوري" بمشاركة خبراء أمريكيين حول القصف الجوي الذي تعرض له مجلس "آل رويشان"، وقالت "لدى قواتنا تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر"، وأكدت أن "النتائج ستعلن فور انتهاء التحقيقات"، وأعربت قيادة قوات التحالف عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين لما اعتبرت أن "الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء".

 

هذا الموقف للتحالف جاء بعد سلسلة مواقف دولية وإسلامية وعربية صدرت منددة أو منتقدة للغارات على الصالة الكبرى بصنعاء، وأبزرها ما قاله "المتحدث باسم مجلس الأمن القومي" الأمريكي نيد برايس إن "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية"، وتابع "مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن".

 

في السياق ذاته، اعتبر "الاتحاد الأوروبي" أن "تكلفة الحرب في اليمن بلغت حدا لا يطاق"، ودعا إلى "تحديد المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم"، وأكد أنه يتعين على الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة العمل على وضع حد للحرب دون تأخير".

 

كما دانت الأمم المتحدة على لسان "وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية" ستيفن أوبراين "القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء ما أدى إلى مقتل مدنيين"، ولفت أوبراين إلى أن "هذا الهجوم الرهيب يمثل تجاهلا تاما للحياة البشرية ويسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر الكبرى التي يواجهها المدنيون عندما يتم استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية"، وذكّر أن "القانون الإنساني الدولي واضح جدا في هذا الصدد حيث يجب على الأطراف المتحاربة حماية المدنيين والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية"، داعيا "لوقف العنف والعودة إلى المفاوضات السياسية ووضع حد لهذا الصراع المدمر مرة واحدة وإلى الأبد".

 

هل المملكة أداة بيد أمريكا؟

هذه المواقف وغيرها تدفع للتساؤل هل تشكل "مجزرة صنعاء" مدخلا لوقف الحرب على اليمن على وقع دماء وأشلاء الضحايا من المدنيين العزّل؟ فهل سنشهد وقفا للحرب التي تقودها المملكة السعودية مع كل التبعات التي حملتها على مختلف الصعد لا سيما المادية بالإضافة إلى السمعة السيئة المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان في اليمن؟

 

حول كل ذلك اعتبر الإعلامي اليمني نور الدين الشريف أن "السعودية التي تقود العدوان تجردت من القيم والأخلاق وكل المبادئ وانتهكت كل الأعراف والقوانين الدولية في ظل صمت العالم المنافق"، وأشار إلى أن "السعودية على مدى عام ونصف ترتكب جرائم في الأسواق والمساجد والأحياء السكنية"، وقال إن "قتل الشعب اليمني يحصل بقنابل وصواريخ وطائرات أمريكية"، وأكد أن "من يدير العمليات هي أمريكا بينما السعودية أداة بيد الأمريكيين".

 

ورأى الشريف في حديث خلص لصحيفة "خبير" أن "الحرب في اليمن كشفت كل الأقنعة لمدعي حقوق الإنسان والحريات"، وذكّر أن "العدوان على اليمن بدأ أول يوم في عدوانه في الثامن والعشرين من مارس العام الماضي بجريمة بني حوات في العاصمة صنعاء حيث شن عددا من الغارات على حي سكني في منطقة بني حوات راح ضحيتها عددا من الأسر"، واعتبر أن "السعودية عاجزة ولا تملك إلا قتل الأبرياء والعزل والمدنيين".

 

وأوضح الشريف أنه "بالمقابل كان الرد اليمني على المجازر هو استهداف المواقع العسكرية في العمق السعودي"، ورأى أن "الرد اليمني سيكون قاسيا على جريمة الصالة الكبرى بصنعاء التي ستدفع باليمنيين إلى ميادين القتال للأخذ بالثأر".

 

من جهة ثانية، لفت الشريف إلى أن "الكثير من جرحى مجزرة الصالة الكبرى يسقطون شهداء نتيجة الحصار المفروض وفي المقدمة منع المواد الدوائية والغذائية من دخولها إلى اليمن وإغلاق مطار صنعاء الدولي وعدم القدرة على تفسيرهم إلى الخارج"، مشيرا إلى أن "الحصار جريمة إضافية لجريمة المجزرة"

أضيف بتاريخ :2016/10/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد