التقارير

تقرير خاص: #ترامب و #هيلاري.. وجهان لعملة واحدة

 

مالك ضاهر ..

قريبا تسدل الستارة عن الاسم الجديد الذي سيقود الإدارة الأمريكية في ولاية رئاسية جديدة عمرها أربع سنوات، ويتنافس في هذه المعركة الجمهوري دونالد ترامب والديمقرطية هيلاري كلينتون، وقد أظهر التنافس بينهما حتى الآن مستوى عالٍ من الانحطاط الأخلاقي والأدبي الذي لا يجب أن يرقى لحدود تنافس بين اثنين على منصب يفترض أنه لرئاسة أهم دولة في العالم.

 

وفيما يتم تصوير أن ترامب في حال وصوله سيشعل جبهات عدة في العالم وسيتعاطى بسلبية مع ملفات داخلية وخارجية لا سيما مع بعض الدول العربية والإسلامية، بينما يصور البعض هيلاري كلينتون بأنها تلك المرأة التي ستتعاطى بمرونة وإيجابية مع ملفات العالم وبالأخض مع العرب والمسلمين، فكلينتون برأي البعض قد تتبع سياسة الرئيس الحالي الديمقراطي باراك أوباما في فكفكت الألغام من أمام الإدارة الأمريكية، حيث عمل على وقف الدخول في حروب عبثية كما هو الحال بإنجاز الملف النووي الإيراني والتفاوض مع فنزويلا وكوبا والخروج من أفغانستان والعراق وإتباع نهج سياسي لين أو ما يسميه البعض الحرب الناعمة بمواجهة أخصامه وأعدائه حول العالم.

 

وفي حديث له يوم الأربعاء 2 تشرين الثاني/نوفمبر قال أوباما إن "ترامب هو تهديد للولايات المتحدة وللعالم"، وحذر من أن "التقدم الذي تحقق خلال سنوات حكمه الثمانية سوف يقضى عليه ما لم تنتخب هيلاري كلينتون لرئاسة أمريكا"، ولفت إلى أن "ترامب غير كفء ليكون قائدا عاما للقوات المسلحة الأمريكية وللبلاد".

 

فهل فعلا سيكون عهد ترامب في حال وصوله ناري بامتياز؟ وهل سيكون عهد كلينتون في حال وصلت ورديا وهادئا وجميلا للشعب الأمريكي وشعوب العالم؟ هل ستعمل كلينتون لكف يد الإدارة الأمريكية عن الناس وخيراتهم وشؤونهم؟ أم أن الأمر سيبقى على حاله معها أو مع ترامب لا فرق؟ وما الفارق بين ترامب وكلينتون؟ هل هو فارق قريب لما يميز باراك أوباما عن جورج بوش الابن؟

   

والحقيقة أن أياً كانت الوجوه التي ستصل إلى البيت الأبيض، فالأكيد أن السياسة الأمريكية في جوهرها ومضمونها ستبقى واحدة مع بعض الفوارق الشكلية بينما أسس والثوابت لا تتغير أياً كان الرئيس، لان هذا الرئيس وإن كان له بصمته الخاصة في قضايا معينة أو في معالجة بعض المسائل إلا أن السياسات الإستراتيجية لا تقف فقط عند هذا الرئيس أو ذاك، لأن السياسات العامة للولايات المتحدة التي تتنوع بين الأمن القومي والشؤون الداخلية وبين ملفات أوروبا وأسيا والشرق الأوسط وما فيها من مصالح إسرائيلية وصولا لروسيا مرورا بأفريقيا، فكل هذه السياسات لن يقرها شخص بنفسه أو بالتعاون مع فريقه الخاص.

 

فالمعروف أن هذه السياسات الأمريكية يكون البيت الأبيض جزء ممن يقررها بالإضافة إلى جهات معروفة وأخرى غير معروفة على الساحة، فمن الجهات المتوقع أنها تشارك في رسم السياسات الأمريكية هناك: لوبيات شركات صناعة وبيع السلاح، أجهزة الاستخبارات الأمريكية، لوبيات الاقتصاد والمال، اللوبيات الصهيونية وغيرها من اللوبيات.  

 

وتشير بعض التقارير إلى أن "عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية هي عملية معقدة ومتداخلة يضطلع بها جهاز ضخم يتكون من عدة دوائر ضيقة ملحقة بوزارتي الدفاع والخارجية إضافة إلى دوائر أوسع تتضمن مراكز البحوث الإستراتيجية والجامعات وبعض المنتديات التي تضم مديري شركات ومسؤولين كبار سابقين ومسؤولين حاليين وأكاديميين"، وتضيف "يعمل ذلك الجهاز الضخم بتناسق وفعالية كاملين ويستخدم أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والعلوم العسكرية والإجتماعية والإنسانية".

 

في حين تؤكد بعض التقارير أن "للوبي الإسرائيلي الدور الكبير في صناعة القرار الأمريكي وفي توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لا سيما تجاه الشرق الأوسط"، تلفت إلى أن "هذا اللوبي هدفه توفير الدعم غير المحدود لإسرائيل والانحياز لها انطلاقا مما يملكه هذا اللوبي من آليات للتأثير على الكونغرس والإدارة الأمريكية والمؤسسات الإعلامية والبحثية المختلفة"، وترى أن "مع كل ذلك فإن هذا اللوبي الإسرائيلي وحده لا يمكنه تفسير السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أو في غيرها من المناطق في العالم".

 

ولا بدَّ من الإشارة أن الاستمرار في ما بدأه باراك أوباما إذا أردنا التعويل على هذا النمط، أن السياسة الأمريكية في عهد أوباما زادت الشرخ في عالمنا العربي والإسلامي وبدأت بتنفيذ ما تحدثت عنه "وزير الخارجية في عهد جورج بوش الابن" كوناليزا رايس حول الشرق الأوسط الجديد والفوضى البناءة..، كما أن في عهد الإدارة الأمريكية الحالية انتشر الإرهاب الداعشي على حالته الراهنة من ليبيا وتونس ومصر وصولا إلى ابتداع داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة في العراق وسوريا، فكل ذلك من عمل على تطبيقه أليس الإدارة الأمريكية الحالية؟

 

لذلك فعلى العالم وبما يهمنا في منطقتنا على دول هذه المنطقة من المسلمين والعرب عدم الرهان كثيرا على وصول ترامب أو كلينتون إلى البيت الأبيض بل القيام بما تفرضه عليهم مصالحهم ومصالح شعوبهم وشعوب منطقتهم، لأن من يرهن مستقبله ومستقبل وطنه لن يحصد سوى الخيبة والفشل والمستقبل الضائع، خاصة أن التجربة أثبتت أن أمريكا لا تبقي على أحد إلا إذا كانت مصالحها توجب ذلك.

أضيف بتاريخ :2016/11/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد