آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جعفر الشايب
عن الكاتب :
كاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو سابق للمجلس البلدي بمحافظة القطيف

شبابنا والهروب إلى العالم الافتراضي


جعفر الشايب ..

يشكل الشباب السعودي أعلى نسبة من المشاركين في مختلف قنوات العالم الافتراضي ووسائله، فقد نشر موقع «العربية» العام 2013م عن دراسة أميركية أكدت «أن السعودية احتلت المرتبة الأولى في استخدام الإنترنت، وأن الشباب يشكل النسبة الأكبر من إجمالي مستخدمي الإنترنت في العالم العربي». كما يشير موقع (بيزنس إنسايدر) إلى «أن السعودية تصدرت دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لموقع التدوين المصغر (تويتر)، إلى إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام». كما ينقل موقع العربية أيضاً «أن المملكة تعد أكبر مستهلك محتوى في موقع يوتيوب، بواقع 90 مليون مشاهدة يومياً، كما أن 96 في المئة من مستخدمي شبكة الإنترنت في السعودية يستخدمون يوتيوب، و7 ملايين من بينهم رفعوا على الأقل فيديو واحداً خلال حياتهم. ومن هذه المعطيات يمكن ملاحظة أن مجتمعاً رقمياً ضخماً يشكّله السعوديون داخل شبكة الإنترنت، ليخلقوا ما يشبه الـ (الدولة الرقمية)».

لقد تحول العالم الافتراضي إلى حقيقة قائمة وخاصة لدى مستخدمي الإنترنت من الشباب، حيث إن بإمكانهم التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومشاكلهم وتطلعاتهم عبر هذه الوسائل المتاحة بسهولة ويسر. وابتعدوا عن طرح هذه القضايا والهموم والتطلعات ضمن الإطار الواقعي التقليدي كالصحافة أو اللقاءات الاجتماعية أو الندوات والمجالس المفتوحة والمغلقة. ومن الواضح أن مسيرة التوجه للعالم الافتراضي لدى الشباب تتجه بوتيرة تصاعدية، وتتجاوز كل أنماط التقييد والحجب والرقابة، وخاصة مع انتشار وتوفر سبل التواصل عبر الإنترنت وتوسيع رقعته.

من الأسباب التي تدفع الشباب للتوجه لاستخدام وسائل الإنترنت في التعبير عن ذواتهم، هي سهولة توفر الأدوات المتاحة كشبكات الإنترنت، وأجهزة الاتصال حيث أن 90 في المئة من السعوديين يمتلكون أجهزة كفية ذكية. ومن الأسباب أيضاً وجود مساحة حرية أوسع في العالم الافتراضي أكثر منه في الواقع - وخاصة مع التمكن من إخفاء الشخصية أحياناً - ما يتيح للأفراد التعبير عن آرائهم وأفكارهم مع القليل من المحاذير الاجتماعية والسياسية التي تهيمن عادة على النقاش والحوار على الواقع.

إن استمرار هذه المنحنيات التصاعدية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وبصورة كبيرة، لدليل على الحاجة الماسة لدراسة ضرورة التوازن بين الاتجاهين، وتهيئة أجواء ملائمة أكثر للاستفادة من عطاءات الشباب وآرائهم ونقدهم وأفكارهم كي تكون ممارسة واقعية، وليست عالماً افتراضياً وضمن حالة من الازدواجية.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/03/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد