آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

الهجوم الصهيوني على محور الممانعة


مصطفى الصراف ..

في وقت تسعى فيه روسيا لوضع حل سياسي للحرب الدائرة في سوريا، بداية من وقف إطلاق النار من الجانبين المتقاتلين، مروراً باتفاق الأستانة ثم جنيف، نرى تصعيداً في الجانبين الأميركي والأوروبي، لا سيما من قبل دول الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا رعاة سايكس بيكو، ويترافق ذلك مع تولي الرئيس الأميركي الجديد ترامب مهامه، حيث بدأ نشاطه السياسي خارجياً بالترحيب برئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتانياهو، وشن هجوماً ضد إيران يتماشي مع الإرادة الإسرائيلية وتوجهها السياسي، التي ترى في إيران خطراً عليها، لا سيما أن إيران صار لها موطئ قدم في سوريا، بحكم دعمها للنظام السوري ضد الإرهاب وضد الجماعات المسلحة التي أعلنت أميركا، أنها تدعمها تحت اسم المعارضة المعتدلة، ويبدو أننا سنشهد مزيداً من صفقات بيع السلاح الأميركية والأوروبية لدول الشرق الأوسط، لتستمر الحروب دائرة في كلٍ من سوريا واليمن وليبيا والعراق. رغم أن الكيان الإسرائيلي يعلم أن إيران لن تهاجمه أو تهاجم أي دولة من دول المنطقة، ولم تهدد أحداً كما تفعل إسرائيل، ووجود إيران في سوريا أو في العراق كان بناءً على طلب من النظام الشرعي في سوريا أو في العراق. وهو وجود محدود يقتصر على تزويدهما بالخبراء العسكريين، كما أن وجودهم أقل أهمية وحجماً من التواجد الروسي والأميركي والتركي على أرض سوريا والعراق، ولن تكون إيران قادرة على مهاجمة إسرائيل من هناك، ولكن السياسة الإسرائيلية العدوانية تشيع ذلك، وتضخم الخطر الإيراني على دول المنطقة على عكس الحقيقة لتتقرب من الدول العربية وإظهار نفسها بأنها صديقة الدول العربية، وأن إيران هي العدو، رغم أن إيران منذ قيام الجمهورية الإسلامية لم تعتدِ يوماً على أي دولة عربية، بل ما حدث هو العكس تماماً، لا سيما حرب صدام حسين عليها مدعوماً من الأميركان والأوروبيين، خاصة بعد أن أغلقت سفارة إسرائيل وسلمتها للسلطة الفلسطينية، فكان لا بد من العمل على تدمير إيران والعراق في سياسة الاحتواء المزدوج.

إن التجاوب العربي مع تلك السياسة، والتصعيد الإعلامي المنسق ضد سوريا وإيران، والعمل على استمرار الحروب فيها دمار الأمة العربية وإضعافها لحماية إسرائيل من ناحية ولنهب خيراتنا من ناحية أخرى، تكراراً لسياسة الاحتواء المزدوج لتدمير الأمة العربية وإيران معاً، بتصعيد العداء بينهما حماية للكيان الإسرائيلي، ولن تكون أميركا وحلفاؤها أصدقاء للعرب كما يدعون متى أفلست خزائنهم وتشرذمت شعوبهم. لذا مطلوب الوقوف إلى جانب محور الممانعة والتصدي لمواجهة هذه الهجمة لتدمير المنطقة العربية وشعوبها، وهو الأمر الذي يعطينا الأمل في وقف الحرب في المنطقة والحفاظ على ما بقى منها لإعادة التطوير والبناء في كل سياسة تعتمد السلام.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/04/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد