التقارير

تقرير خاص: شبهة الاعتداء على #إيران.. من يتحمل المسؤولية؟


 
مالك ضاهر ..

لم يكد يغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض حتى بدأت التطورات الساخنة تظهر على الساحة الخليجية، فمن اقتحام منزل الشيخ عيسى قاسم في البحرين وصولا إلى الهجمات الإرهابية في العاصمة الإيرانية طهران مرورا بالإجراءات المفاجئة من قبل بعض الدول على رأسها المملكة السعودية بحق قطر.
 
فهل هناك أي ترابط بين كل ما جرى من أحداث مؤخرا أم أن الأمر كان مجرد صدفة؟ هل يمكن توقع أن تكون الأحداث حصلت من دون تخطيط معد مسبقا وأنه لا توجد جهة معينة تقف خلفها كلها؟ وبالأخص بشأن اعتداءات طهران هل جاءت هذه الهجمات منفصلة عن الأزمة الخليجية المستجدة أو عن تداعيات قمم الرياض؟ أليس هناك من يرغب بنقل النار المشتعلة في المنطقة إلى الداخل الإيراني أم أن الأمر لا يتعدى نشاط خلايا إرهابية لا تنسق مع جهات خارجية أو تدار من الخارج؟ وهل يمكن أن تكون الخلايا الإرهابية مستقلة وتعمل بشكل خاص عن توجيهات بعض الدول؟ وفي أحسن الأحوال أليس من الممكن أن تكون هذه الجماعات مخترقة بشكل أو بآخر من قبل أجهزة المخابرات العالمية أو الإقليمية؟ والأهم من كل ذلك من له مصلحة في الاعتداء على إيران والعمل لزعزعة الأمن والاستقرار فيها؟ وهل ستؤدي هذه الاعتداءات إلى الإيحاء بوجود وهن في الأمن الإيراني أم أن الأمر يحصل في أي دولة في العالم قد تتعرض لاعتداءات إرهابية؟

المستفيد.. والمحرض!!

 الأكيد أن أفضل المستفيدين من كل ما يجري هو الإدارة الأمريكية التي تسعى لإشعال الفتنة المباشرة بين الرياض وطهران، وهي في هذا الإطار لا تدع فرصة إلا وتعمل فيها على تجييش من تستطيع من الطرفين، وكلام الرئيس ترامب في قمة الرياض كان واضحا حيث وجه سهامه باتجاه إيران، حيث اعتبر أنها "تقوم بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين والميليشيات والجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشر الدمار والفوضى في المنطقة على مدى عقود"، زاعما أن "إيران غذّت حرائق الصراع الطائفي والإرهاب"، فترامب يبدو أنه وضع عدة أهداف لزيارته في طليعتها سحب أعلى نسبة من الأموال السعودية والتصويب والتجييش والتحريض على إيران، وهو استطاع سريعا الحصول على ما يقارب الـ480 مليار دولار ويبدو أن ما يصبو إليه من استهداف إيران بدأ بالتحقق.
 
وهل استهداف إيران سيكون بطريقة الاستنزاف عبر الاعتداءات الإرهابية المستمرة كما حصل مع بعض دول المنطقة؟ هل يتبع هذا الأسلوب مع إيران أيضا بعد أن تبين أن المواجهة المباشرة لن تجدي نفعا وبعد أن فازت إيران في المعارك السياسية وفي صراع الاتفاق النووي سابقا؟ وانطلاقا من كل ذلك هل تكون اعتداءات طهران هي باكورة الأعمال الإرهابية التي ستضرب في مختلف المناطق الإيرانية؟ ويبقى أن نسأل الأمريكيين كيف أن إيران تدعم الإرهاب بينما هو يقتل ويفجر فيها؟

مهاجمة إيران.. ترامب ليس وحيدا

 ولكن اللافت أن ترامب لم يكن الوحيد الذي هاجم إيران ووضعها في خانة دعم الإرهاب بل لاقاه في ذلك الملك سلمان بن عبد العزيز حيث قال خلال القمة إن "النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم"، وأضاف "إننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفا حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979"، وتابع "قد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفا وحكمتنا تراجعا حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته".
 
وبالتحليل السياسي بعد كل هذا الكلام بالتأكيد سيخرج بعض الإعلام للقول أن للمملكة السعودية دورا في الاستهداف المباشر لإيران انطلاقا من تهديدات وجهت إليها خلال القمة من رأس النظام وملكه، وانطلاقا من ذلك لا بدّ من الإشارة والتساؤل لماذا على القيادة السعودية مجاراة ترامب في تطرفه ومواقفه المجنونة والذهاب معه إلى حد إطلاق مواقف نارية باتجاه إيران التي تربطنا فيها الكثير من الروابط ليس أولها الجغرافيا ولا أخرها الدين والتاريخ، فإن كان ترامب يهاجم إيران لأنها تعلن العداوة المطلقة لـ"إسرائيل" فليس نحن من يجب علينا أن نلعب الأدوار التي يريدها خاصة أن بلاده في عهد سلف باراك أوباما وقعت ضمن مجموعة دول(5+1) الاتفاق النووي مع إيران بينما اليوم يتهمها بالإرهاب ودعم الإرهابيين.
 
المصالح والعلاقة مع إيران..

وهنا يمكن التساؤل هل كانت إيران إرهابية عندما وقعت الاتفاق النووي أم لا؟ هل كانت تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وحماس عندما توقيع الاتفاق النووي مع واشنطن وباقي الدول؟ لماذا على الإدارة الأمريكية أن تفعل ما تراه مناسبا لمصلحتها مع إيران بينما اليوم تأتي إلى المملكة السعودية كي تفتنها وتورطها في مآزق العداء مع طهران؟ لماذا يسمح لواشنطن أن تحقق مصالحها الاقتصادية والتجارية من استثمارات وغيرها مع طهران بينما يمنع علينا ذلك؟ لماذا تعقد صفقات سياسية وأمنية في العراق وأفغانستان وباكستان مع طهران بينما يمنع علينا أن ننسق معها بما يخص أمننا وأمن الخليج؟ لماذا يجب على دول هذا الخليج أن يبقوا في حالة صراع كي يكون الأمريكي هو الشرطي الذي يجب اللجوء إليه من قبلنا كي تتم حمايتنا أو دعمنا أو مساندتنا؟
 
الأكيد أن هناك من سيوجه أصابع الاتهام عن أحداث طهران ولو سياسيا إلى المملكة نتيجة لأداء نحن ارتضيناه لأنفسنا طوال السنوات الماضية وبتنا نعلن جهارا نهارا أن المعركة مفتوحة مع الإيرانيين، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى كلام ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال في مقابلة تلفزيونية قبل ما يقارب الشهر على انعقاد قمة الرياض ".. لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران.."، والأهم بعد كل هذا كيف نستطيع أن نؤكد للعالم بأننا أبرياء من هذه الشبهة التي وضعنا أنفسنا بها؟ سؤال بالتأكيد هو برسم المعنيين الذي يتحملون مسؤولية كل هذا التصعيد ليس فقط مع إيران وإنما أيضا في المنطقة بشكل عام، حتى أننا لم نسمع حتى الساعة أي موقف سعودي رسمي أو إعلامي خرج لاستنكار اعتداءات طهران وللتعزية بالضحايا علما أن إيران كانت تسارع في كل مرة تحصل فيها اعتداءات إرهابية في المملكة السعودية إلى الاستنكار والدعوة للمساعدة للقضاء على الإرهاب.

أضيف بتاريخ :2017/06/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد