آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد صادق الحسيني
عن الكاتب :
كاتب وباحث إيراني

قدرُنا الانتصار وقدرُكم الزوال محاصَرون أنتم ولا خيار إلا الرحيل...!


محمد صادق الحسيني

إنه الفرز الكبير ما قبل المنازلة الكبرى، إنه التحشيد الأهم بين مَن يعلنون صراحة انتماءهم للمقاومة، وبين مَن يعلنون صراحة انتماءهم للاستسلام…

في يوم القدس العالمي لم يعد خافياً على أحد أن المواجهة الشاملة بيننا كمحور مقاومة وبين محور الشر الأميركي السعودي وملحقاته المتوسطة والصغيرة قد وصل إلى أوجه على بوابات فلسطين المتعددة من باب المندب إلى مضيق هرمز إلى جنوب لبنان وسورية…

في هذه الأثناء يحاول العدو الأميركي «الإسرائيلي» السعودي العمل على ما يلي:

– تعريض إيران كداعم أساسي لفلسطين والمقاومة في المنطقة لمزيد من العقوبات والضغوط والمؤامرات لعزلها وتحويلها عدواً…!

– إصدار أمر عمليات للنظام السعودي للتحشيد ضد إيران في محاولة للإيحاء بقرب اندلاع حرب عربية إيرانية، لكن من يعرف موازين القوى جيداً يعرف ان النظام السعودي أضعف وأعجز وأجبن من أن يشن حرباً على الجمهورية الإسلامية في إيران.

– في هذه الأثناء فإن سبع سنوات من الحرب العالمية المستمرة على سورية، ورغم ذلك كله ستبقى سورية عقبة أمام أي تسوية عربية شاملة مع «إسرائيل» بل ونستطيع التحديد بالقول مرة أخرى: ألم غلبت الروم فأصبح بقاء سورية الأسد محتوم…!

– محاولة منع العراق من الالتحام بمحور المقاومة، وهو ما تعرّض لفشل ذريع من خلال التموضع المشرّف للحشد الشعبي العراقي المقدس على الحدود العراقية السورية واقتراب نهاية داعش مرة واحدة، والى الأبد، ما أدى إلى إظهار إرادة سياسية واضحة بأن العراق قد أفلت من الحصار الأميركي ولم يعد جزءاً من عملية تصفية القضية الفلسطينية…

وهذا ما أكد عليه بوضوح سيد المقاومة، وهو يصارح جمهور الأمة بهذه المناسبة العظيمة بكل شفافية…

وأما العاصفة الرعدية القطرية التي أطلقت أخيراً بأمر عمليات أميركي في محاولة لتعزيز كلب الحراسة الأميركي الداعشي الجديد المتمثل بالجيل الرابع للأسرة السعودية ممثلاً بالمراهق محمد بن سلمان، فإننا نؤكد لمن أطلق هذه الأوامر بأن مَن أراد محاصرة مشروعنا لتحرير فلسطين بات عملياً هو المحاصَر بوعينا وانتشار ثقافة المقاومة، كما بقدراتنا الكبرى التي ستطيح حتى بالجديد من القواعد الأميركية..

وتعقيباً على ما جرى أخيراً من تحرّكات على هامش ما بات يُسمّى بأزمة قطر نقول:

أولاً: إن إقامة قاعدة تركية في قطر ليس إلا جزءاً من الحشد الاستراتيجي الأميركي ولحلف الناتو في مواجهة الصين وروسيا على المدى البعيد ولمواجهة إيران على المدى القصير والمتوسط بات في محاصرة محورنا..

ذلك أن معلوماتنا تؤكد بوصول طلائع القوات التركية إلى قاعدة العديد الأميركية في قطر المحاصرة أصلاً بصواريخ ذو الفقار وقيام وغيرها…

ثانياً: ولكن ما يغيب عن بال المخططين الأميركيين أن قواتهم، ومهما تعاظمت في دول الخليج، ستبقى دون أي وزن استراتيجي في التأثير على مجريات الصراع في المنطقة. ذلك أنهم يغفلون أن هذا الوجود سيبقى محاصراً بالاقتدار الإيراني من الشرق وبالتصاعد الكبير لقوة الشعب اليمني من الغرب وبحقيقة القوة العسكرية العراقية المتنامية في الشمال والتي أصبحت خارج السيطرة الأميركية مهما حاولوا تطويقها أو إضعافها.

ثالثاً: سيفهم جنرالات الناتو والولايات المتحدة أكثر فأكثر بأن القدرات الصاروخية الهائلة التي يملكها حلف المقاومة قادرة على ضرب كل قواعدهم ونقاط تواجدهم فيما يُسمّى بـ«الشرق الأوسط»، كما أنها قادرة على إنهاء وجود قاعدتهم الأساسية فيه ألا وهي الكيان الصهيوني، رغم كل حشدهم وقواعدهم…

رابعاً: نقول لهم في الختام أنتم محاصرون في كل مكان وليس لكم إلا طريق واحد للخروج من المأزق الاستراتيجي الذي أنتم فيه…

إنه طريق الخروج الآمن الوحيد.

أبدأوا بالتفاوض مع مَن يعنيه الأمر لتأمين خروج آمن لقواتكم من الأرض العربية جمعاء، ومعكم جموع مستوطنيكم على أرض فلسطين العربية، وإلا فمآلكم الانقراض والفناء عاجلاً أو آجلاً…!

ولا تنظروا منا تراجعاً عن فلسطين قيد أنملة لأن فلسطين جزء من أجزاء ديننا…

إذ إن دين الواحد منا لا يكتمل ما لم يضع تحرير فلسطين بوصلة له…

ولا يكتمل ديننا إلا بيوم البراءة من الشيطان الأكبر، أميركا…

لان أميركا أم الإرهاب، أميركا أم الكيان الصهيوني ومرضعته…

أميركا هي أم القاعدة وداعش وأخواتهما أذرعت الصهيونية…

أميركا أم آل سعود وكل القوى الإقليمية المتهودة والمتصهينة التي فرضت الحرب الخبيثة علينا في سورية والعراق وليبيا واليمن والبحرين…

أميركا هي «إسرائيل» الأولى التي اغتصبت أرض الأمم اللاتينية التي سمّتهم فيما بعد بالهنود الحمر…

أميركا هي مرضعة الإرهاب العالمي في مختلف بقاع الأرض وبالتالي لا يصح إحياء الدين ويوم القدس العالمي إلا بإعلاء الصوت عالياً:

الموت لأميركا الموت لـ«إسرائيل»

رحم الله الإمام الخميني العظيم

صاحب هذا اليوم العظيم..

بهذه العقيدة قاتلناكم ونقاتلكم..

والصواريخ التي انطلقت قبل أيام لتدك معاقل داعش الصغيرة في دير الزور، ستنطلق حتماً لتدك داعش الإقليمية في الرياض لو قرّر الغلام الجديد ارتكاب أي حماقة، وجاهزة لدكّ معاقل مرضعة الإرهابيين من الناقورة حتى إيلات، وواشنطن تعرف ذلك، وقد تسلمت الرسائل الحازمة بكل وضوح…

إنها السنن الكونية التي لا تبديل لها.

بعدنا طيّبين قولوا الله.

جريدة البناء

أضيف بتاريخ :2017/06/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد