آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد سعدن ولد الطالب
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي موريتاني

أزمة الخليج.. هل أزفت لحظة الحسم؟!

 

محمد سعدن ولد الطالب

قائمة المطالب التي سربتها وكالات أنباء عالمية شملت بنودا عدة أبرزها إغلاق القاعدة التركية في قطر وإسكات الجزيرة وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وبالرغم من أن رد الفعل الرسمي القطري، مازال لم يتضح بعد، إذا أعلنت الخارجية القطرية أنها تدرس الطلبات والأسس التي بنيت عليها لإعداد الرد، إلا أنها استخدمت عبارة “المطالب غير الواقعية” في دلالة واضحة،  كما أن أغلب الأصوات الإعلامية القريبة من صناع القرار  في الدوحة، كلها تجمع على الرفض الكامل لهذه المقترحات، والنظر إليها باعتبارها شروط إذعان وليست مطالب دبلوماسية عادية..

مقابل ما يرشح من رفض قطري كامل للمطالب الخليجية، تبدو هناك حالة إصرار في الدول المقاطعة على جدية الأمر، ودعوات رسمية وشبه رسمية للدوحة بأن تنصاع  وتنفذ المطلوب منها فورا، وسط إيحاءات بأن القادم ربما يكون أصعب وأن الفرصة المتاحة للدوحة للتوبة والعودة إلى الحضن الخليجي لن تكون مفتوحة إلى الأبد..
اللافت أنه رغم مرور نحو أربع وعشرين ساعة على تسريب وثيقة المطالب هذه، فإن ثمة صمتا دوليا مطبقا وخاصة من جهة واشنطن التي سبق أن حثت الدول المقاطعة على تقديم “طلبات واقعية وقابلة للتطبيق”، هذا إذا ما استثينا تصريحات مكررة للخارجية الأمريكية حول ضرورة ضبط النفس، كما أن الوسيط الرسمي أمير دولة الكويت لم يعلق حتى الآن على الأمر وكأنه اكتفى بدور توصيل الرسالة في انتظار الجواب الرسمي القطري…

قد لا تكون الخيارات كثيرة أمام الباحثين عن مخرج دبلوماسي لهذه الأزمة التي جعلت مجلس التعاون الخليجي يترنح تحت احتمالات التفكك، وذلك نظرا للإصرار والإصرار المضاد من قبل الطرفين، خاصة إذا ما اعتبرت الدوحة أن القائمة المقدمة إليها غير قابلة للنقاش، وهو مايلوح في الأفق، فالدبلوماسية عادة هي فن التوفيق والبحث عن الحلول الوسط، وعندما تكون الأمور وصلت إلى درجة التضاد والخطوط المتوازية التي لا تلتقي أبدا، حينها فإن حظوظ العمل الدبلوماسي تبقى قليلة إن لم تكن منعدمة..

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/06/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد