آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إسماعيل القاسمي الحسني
عن الكاتب :
كاتب جزائري

شعوب مسلمة تذبح من الوريد إلى الوريد وقال عيد مبارك قال


إسماعيل القاسمي الحسني

أي عيد هذا؟ إنه عيد الفطر، و فطر لماذا؟ لأن هناك ركن من الإسلام يقضي صيام شهر رمضان،  يحرّم في الأكل و الشرب و غيرها، و أهم منهما “القتال” فضلا عن الاقتتال المحرّم أصلا. رمضان شهر الرحمة و المغفرة و العودة إلى الله، و التواصل و التراحم و التآخي و التكافل، شهر يكثر فيه ذكر الله و يمنع فيه الرفث و الفسوق و الجدال؛ أي شيء تحقق من كل ذلك على مستوى الأمة حتى تعلن و تحتفل بالعيد، غير الجوع و العطش كما قال الرسول (ص) نفسه تقديرا لمثل حالنا ؟

دعوني هنا و قد انسقنا طوعا أو كرها للغة الطائفية و المذهبية، أسأل أهلنا من قادة و نخب و شخصيات المغرب الكبير، و هم يعتمدون المذهب المالكي: هل يعلمون بأن حكم الإمام مالك في فقهه على الساكت عن القاتل، و الذي لم يسعف القتيل و هو قادر على ذلك، بأنه حكم الشريك في دمه؟ هل يعلمون أن في فقه مالك بأن حدّ القتل لا يقام على القاتل فقط، و إنما يشمل من امتنع عن إنقاذ الضحية و عن الساكت عن المتستر عن الجريمة؟ هل يعرفون ذلك أم لا؟ فليعودوا إلى موطئه ليروا مواقع أقدامهم ليس عند مفتي المملكة السعودية، و إنما عند صاحب المذهب الذي يدّعون اعتماده رسميا في بلدانهم، تونس و الجزائر و المغرب و موريتانيا؛ و السؤال الآن: من أجاز و شرّع قتل اليمنيين و حصارهم؟ و من أفتى بهذه الجريمة المنكرة ضد الإسلام و الأمة و الإنسانية جمعاء؟ الإمام مالك رحمه الله؟ أم أصحاب تيار محدث لا نعرف له إماما من أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة و المتبعة؟.

كيف لهذه الدول الأربعة، و يضاف لها لبنان و سوريا و العراق لا تملك القدرة على رفع الصوت داخل الجامعة العربية و بقوة لوقف هذه الجريمة؟ كيف و هي السبعة على الأقل لا تملك القدرة على إحداث زلزال بصوتها موحدا داخل منظمة المؤتمر الإسلامي! و في هيئة الأمم المتحدة! بل و إن اقتضى الأمر أمام محكمة الجنايات الدولية !

ثم أين تلكم التجمعات المدنية الفلكلورية العربية؟ أين اتحاد المحامين العرب من نحر الشعب اليمني؟ لماذا لا نسمع له صوتا في كل الكوارث الإجرامية التي تسحق شعوبا عربية ظلما و طغيانا؟ أين اتحاد البرلمانيين العرب؟ أيعقل أنه عاجز حتى على أدنى حركة حيال ما يجري؟ أين اتحاد الصحفيين و اتحاد الكتاب و اتحاد الأطباء و حتى اتحاد المهندسين العرب و هم يرون عمارة تاريخية تدك بطائرات قبائل عربية، يحكمها عقل متبدون متفلت غريزة الانتقام و التسلط؟

عيد؟ أي عيد هذا؟ لقد اقشعر بدني و قفّ شعر رأسي و أنا أتابع تقريرا لحالة مرضى السرطان في اليمن؛ أنا أعرف هذا المرض و يعرفني، و أتكلم من باب الممتحن به، أعرف جيدا أن آلامه و أوجاعه التي تمزق نياط القلب لا ترق إليها أوجاع أي مرض آخر، أعرف أن المصاب به يموت في اليوم مائة مرة، و أعرف أن أهل المريض يموتون معه؛ كيف يُحرم هؤلاء من الدواء بحجة حصار رأت السلطة السعودية أنه شرعي و مشروع؟ هؤلاء مرضى أيها السادة لا حوثيين هم و لا فرس و لا مجوس؟ أي خطر يشكله هؤلاء على ملوك الطوائف؟ صبية و شباب و نساء بل و أطفال جميعهم يموتون تحت أنظارنا و بصمتنا الجبان المهين، أقسم غير حانث أننا نتحمّل المسؤولية التاريخية عن هذه الجريمة و غيرها من مصائب تدك الشعب اليمني و غدا يوم الحساب.

يكفي هراء و هذيانا و دجلا، أكلما أرادت تلكم القبائل خراب بلد عربي أخرجت لنا شعار “إيران” !!! رفعوه في سوريا و صدقتموهم ثم رفعوه في اليمن فآمنتم به، و ها هم اليوم يرفعونه في وجه قطر، و هي جزء منهم و حليفهم الذي كان رأس الحربة في كل هذا الخراب، بل الصوت الأعلى الذي كان يرفع شعار “إيران” لتخريب سوريا و التنكيل بشعبها، و هي نفسها التي سوّقت هذا الشعار حين أريد بالشعب اليمني نفس الجريمة، ها هم أشقاؤها أنفسهم سحبوا من تحت يدها هذا الشعار “الوهم” بديلا عن شعار “الكيان الإسرائيلي العدو الواقع″، و يضربونها به. ألم تسقط ورقة التوت !.

قبل الدفاع عن قطر، وجب رفع الصوت عاليا للدفاع عن فلسطين و عن اليمن و عن سوريا و عن ليبيا، لقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبي؛ ليست إيران من تهدد الأمن القومي العربي، لقد ظهر جليا لمن له عينين من يهدده بسياساته الارتجالية الرعناء.

إن دولا تقع تحت احتلال مباشر للقواعد العسكرية الأمريكية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تقدم للعالم العربي غير هذه الجرائم في حق الشعوب و الدول العربية.

و ليراجع المغاربة موقفهم الشرعي بناء على مذهبهم على الأقل إن كانوا صادقين؛ و إن لم يفعلوا فقد يُرفع شعار “إيران تتمدد في تونس″، و “إيران تحتل الجزائر” و الحبل على الجرار الأمريكو صهيوني، و ساعتها بهذا الصمت الجبان و المهين، نكون شرّعنا لهؤلاء تأليب العالم علينا و إعلان الحروب المتنقلة كالنار لتقضي على ما تبقى من العالم العربي.

 نبرأ إلى الله سبحانه إن قبل براءتنا بهذه الكلمات، من جرائم القاتل و الساكت.

لقد تقيّحت القلوب من جراح جرائم في حق الأمّة بأيدي حكام جهلة و صمت نُخب جبانة ثم قال عيد فطر مبارك قال.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/06/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد