آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

ماذا بعد المنع ؟


إبراهيم محمد باداود

المسجد الأقصى أولى القبلتين في الإسلام وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة الإسراء وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ويعد رمزاً من الرموز الإسلامية حول العالم. وقد أعلن الجمعة الماضية عن مقتل شرطيين من جيش العدو الإسرائيلي واستشهاد ثلاثة فلسطينيين في منطقة المسجد الأقصى والذين أفاد العدو بأنهم من قاموا بتنفيذ عملية القتل مما جعل قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بعد ذلك بإغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه أمام المصلين وإعلانه منطقة عسكرية يُمنع بموجبها المصلون من دخوله إضافة إلى البلدة القديمة كما مُنعت إقامة الصلاة في الحرم القدسي وهي سابقة تعد الأولى من نوعها منذ عام 1967م وذلك بحجة احتواء العنف والتوتر ، كما احتجزت شرطة العدو حراس الأقصى ورجال الإطفاء وكذلك تم احتجاز مفتي القدس لعدة ساعات .

ردود الأفعال على إغلاق المسجد الأقصى ومنع صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ حوالي 50 عاماً لم تتغير عن الردود السابقة والتي تعلن عندما يتعرض المسجد لأي اقتحام فقد انحصرت في الإدانة واعتباره تصعيداً خطيراً وخرقاً فاضحاً لكل القوانين والقرارات الشرعية الضامنة لحرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية ومواصلة وصف ما حدث بأنه تنفيذ لمخطط إسرائيلي وهو جريمة وعدوان واستهداف واضح للإسلام مما يتطلب توجيه الدعوة للأمة العربية والإسلامية للغضب ورفض إغلاق المسجد وضرورة إعادة فتحه والتوقف عن أي محاولات لتغيير وضع المسجد أو تكرار عمليات الاقتحام لتأجيج الصراع الديني وتفاقم ظاهرة الإرهاب والعنف في المنطقة والإطاحة بكل جهود واحتمالات تحقيق السلام في المنطقة .

منع قوات الاحتلال صلاة الجمعة في المسجد الأقصى يعد سابقة وصفها وزير الأوقاف بالأردن في تصريحات له بالأمس بأنها حادثة خطيرة لم يشهدها المسجد الأقصى منذ 800 عام ويأتي هذا التصريح وسط ردود أفعال خجولة من العالم العربي والإسلامي وذلك تبعاً لحالة الهوان والضعف التي يعيشها مما يعد مؤشراً خطيراً قد يعطي الفرصة لسلطات الاحتلال بأن تواصل تجاوزاتها وتصعيدها لتدنيس المسجد الأقصى مما قد يؤذن بوقوع أحداث أكبر مستقبلا - لاسمح الله - وذلك في ظل اكتفاء العالم العربي والإسلامي بالإدانة والاستنكار.

المسجد الأقصى له مكانة عظمى في قلوب المسلمين حول العالم وهو أسير في يد قوات الاحتلال منذ حوالي 50 عاماً ولئن كان البعض يراهن على مفاوضات السلام مع الأعداء في السابق فإن مثل هذه التجاوزات بشأن المسجد الأقصى لن تقضي على تلك المفاوضات فقط بل وستفتح الطريق لتصعيد أكبر خصوصاً في ظل عدم وجود أي إنصاف أو مصداقية للعديد من المنظمات الدولية حول العالم والتي من شأنها وقف مثل هذه التجاوزات على الأماكن المقدسة .

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد