آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

قطاعنا الأقوى: متى يتمدد؟!


سالم بن أحمد سحاب

لعلَّ من نافلة القول إن قطاع التشييد والمقاولات العمرانية في بلادنا هو من أقوى القطاعات رسوخًا ونموًّا. وربما كان ذلك استجابةً للحاجة التي نشأت عن ترسية مئات المشروعات الحكومية والتجارية الكبيرة، وألوفًا من المتوسطة والصغيرة على مدى العقد الأخير أو العقدين، واستتبع ذلك نمو في ثروات الأفراد بفضل الميزانيات السنوية الضخمة مما أدّى إلى توسع القطاع أفقيًّا بصورة كبيرة مذهلة. ومع ذلك فلم يكن النمو متجانسًا إلى حدٍّ كبير، بمعنى أن معظم الكيانات كانت طارئة بسبب الطفرة، ومن ثمَّ تلاشت أو اختفت في الفترة القريبة الماضية. وحتى الكبيرة منها تصارع من أجل البقاء، فسرّحت عشرات الألوف من موظفيها سعوديين ووافدين في انتظار فرج قريب.

واضح أن الخطط البديلة لدى هذا القطاع لم تكن حاضرة بقوة، وإنما عاش يومه وغده في رحم الغيب منبسطًا. باختصار كانت هناك أزمة هيكلية واضحة، وكان التركيز على جمع الأرباح وتضخيمها حاضرًا بقوة.

ومن وجهة نظر شخصية، لم يحاول كبار اللاعبين في هذا القطاع الانتشار في خارج البلاد، خاصة في دول الخليج لتكوين قاعدة صلبة وتشكيل سمعة جيدة تنافس بقوة مراعية الأسعار العالمية السائدة كي تستطيع الفوز بعقود ذات أرباح معقولة تضمن لها الاستمرارية والبقاء قوية متماسكة.

وهذا مثل واضح على غياب قطاعنا الأكبر عن السوق الخليجية، فقد وقعت المؤسسة العامة للرعاية السكنية في دولة الكويت الشقيقة عقدين كبيرين لتطوير البنية التحتية لمشروع إسكاني هو (مدينة جنوب المطلاع السكنية). العقد الأول كان من نصيب تحالف شركتين تركية وإيطالية، بقيمة 288 مليون دينار (قرابة 4 مليارات ريال). أما العقد الثاني فكان مع شركة صينية بقيمة 220 مليون دينار (قرابة 3 مليارات ريال)، وجار العمل لطرح العديد من العقود الأخرى للمشروع نفسه.

استفساري عن أسباب غياب الكيانات السعودية العملاقة (أو تحالفات الكيانات المتوسطة) عن هذه المشروعات الخليجية الكبيرة! ألسنا جزءًا من الاقتصاد الخليجي الكبير؟! ألسنا أحق بغيرنا من الشركات الأجنبية بهذه الأموال الضخمة نضخ جزءًا منها في شرايين اقتصادنا؟! أليس من الحكمة توظيف بعض شبابنا (السعودي الخليجي) في هذه المشروعات الكبرى؟!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد