آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ناصر قنديل
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي لبناني

هكذا تمّت موافقة الحريري على عملية عرسال: تفاهم روسي سعودي على إنهاء النصرة


 ناصر قنديل

– حقيقتان متلازمتان تحيطان بحرب جرد عرسال، الأولى أن عرسال لم تكن صدفة جغرافية، فعام 2000 عندما تعرّض الجيش اللبناني في الضنية لتمرد مسلح قامت به جماعات تابعة لتنظيم القاعدة كشفت حواسيب المنفذين خرائط لخطة ربط مواقع للقاعدة من أفغانستان للبحر المتوسط، تقع فيها الضنية وعرسال وتدمر ودير الزور وتلعفر وجبال كردستان العابرة للعراق وإيران وصولاً لأفغانستان. وما بين الضنية وعرسال، كما بين عرسال وتدمر، وبين تدمر ودير الزور، ودير الزور وتلعفر، وتلعفر وكردستان مناطق غير مأهولة جرداء أو صحراوية، ويكفي تحويل هذه المدن لمعاقل حتى يتحقق الربط السهل والمتين. والحقيقة الثانية هي أن جبهة النصرة وتنظيم داعش كمتفرعين عن القاعدة نفذا الخطة بالدقة والتفصيل خلال مشاركتهما في حربي سورية والعراق.

– تبدو جبهة النصرة منذ ظهورها بعلاقة مميّزة مع قطر قد تحوّلت بعد الحرب المعلنة بالواسطة بين قطر والسعودية إلى هدف للحرب السعودية. وباتت تصفية النصرة في سورية هدفاً سعودياً يتقدم على مقاتلة الجيش السوري الذي صار قتاله بلا أمل وبلا أفق وفوق طاقة السعودية، ولا يوجد لها حليف يشاركها الحرب عليه بعد التفاهم الروسي الأميركي جنوب سورية، بحيث نجحت موسكو في إقناع السعودية بخوض حرب تصفية النصرة في ريف دمشق، وخصوصاً على يد جيش الإسلام، كشرط لتسويق فرص دمج جيش الإسلام التابع لها ضمن صيغ الهدنة والتسويات، بينما كانت موسكو قد أبلغت تركيا أن التأخر في إنهاء وضع النصرة في إدلب وريف حلب سيفقد الجماعات المحسوبة على الأتراك فرص حجز مقعد في التسويات وضم مناطقهم للهدنة، ورغم علاقة أنقرة بالدوحة وعلاقتهما بالنصرة. وتشير معارك أحرار الشام مع النصرة شمالا ومعارك جيش الإسلام في الغوطة مع النصرة إلى أن موسكو حصلت على تعاون أنقرة والرياض.

– يشكل وجود جبهة النصرة في القلمون وجرد عرسال نقطة تواصل مع الغوطة عبر الأودية والبساتين، ويشكل الحسم في جرد عرسال جزءاً مما تسمّيه السعودية إنهاء واحدة من الجزر التابعة لقطر. ومثلما كان الفيتو السعودي للحرب على النصرة يمنع الرئيس سعد الحريري من التسامح مع أي تفكير بالحسم في جرد عرسال، لأن الرياض تريد حماية هذا العمق العسكري لمعارك الغوطة ضد الجيش السوري المفتوح على تدمر وحمص وصولاً لدير الزور، صار القرار السعودي بالإسراع بالحسم هذه المرة سبباً لحماس الرئيس الحريري للمعركة، التي تقول المعلومات إن السعوديين قالوا للرئيس الحريري ولو اقتضى الحسم هناك تعاوناً غير محرج وغير علني بين الجيش اللبناني والجيش السوري، ومشاركة حزب الله من دون احتجاجات واعتراضات، فإن الأولوية السعودية هي إسقاط هذه الإمارة التابعة لقطر على الحدود اللبنانية السورية.

جريدة البناء

أضيف بتاريخ :2017/07/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد