آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

السعوديون وضعف الجاذبية


إبراهيم محمد باداود

ضمن أحد التقارير التي نشرت مطلع هذا الأسبوع في صحيفة «المدينة» أرجعت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ضعف جاذبية القطاع الخاص للسعوديين إلى أربعة أسباب يأتي في مقدمتها انخفاض الأجور في القطاع الخاص وضخامة أعباء العمل ومسؤولياته إضافة إلى طول ساعات وأيام العمل مقارنة بالقطاع الحكومي وكذلك قلة الإجازات سواء الأسبوعية أو السنوية، وقد أظهر التقرير أن 67% من السعوديين يعملون في القطاع العام، في حين يعمل 93% من الوافدين في القطاع الخاص مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على توفير 3 ملايين وظيفة للمواطنين بحلول عام 2020.

التقرير المنشور في الجريدة أكد ارتفاع عدد العاطلين السعوديين من الذكور والإناث في عام 2016م مقارنة بالعام الذي قبله وهو 2015 ففي حين كان عددهم في عام 2015م 647,010 عاطلين فقد وصل في عام 2016م إلى 693,784 عاطلًا منهم 37% من الذكور و63% من الإناث لتصل نسبة البطالة إلى قرابة 12%، كما أشار التقرير إلى أن هناك انخفاضًا في معدل توظيف السعوديين بنسبة 37% مقارنة بالعام الذي قبله حيث انخفض التوظيف من 368,472 موظفًا وموظفة إلى 233,298 موظفًا وموظفة وأرجعت أسباب ذلك الانخفاض إلى صعوبات وتحديات أثرت على القطاع الخاص في سوق العمل مما أدى إلى انخفاض نسب التوظيف.

تحديات وعقبات تعترض طريق السعوديين للعمل في القطاع الخاص بعضها يتعلق بنظام العمل نفسه ممثلًا في ساعات العمل والإجازات والرواتب والأمان الوظيفي مما جعل جاذبية هذا القطاع ضعيفة للسعوديين، والبعض الآخر يتعلق بالاقتصاد الوطني بشكل عام والذي يمر حاليًا بظروف استثنائية بسبب انخفاض أسعار النفط مما ساهم في قيام بعض الشركات والمؤسسات بالتوقف عن التوسع في أنشطتها التجارية واستثماراتها بل أن بعضها عمد إلى تخفيض المصروفات وذلك من خلال الاستغناء عن عدد من العمالة الموجودة لديه مما جعل معدل توظيف السعوديين ينخفض بنسبة 37% كما ورد في التقرير المنشور.

بين ظل شح الوظائف الحكومية واعتماد الدولة على الخصخصة في مشروعاتها والتركيز على القطاع الخاص كمولد رئيس لفرص العمل مستقبلا مع عدم وجود أي تطوير لنظام العمل الحالي لتشجيع السعوديين للعمل في القطاع الخاص وعدم وجود محفزات للاستثمار المحلي فإن جاذبية القطاع الخاص ستبقى ضعيفة وسيتراجع التوظيف في القطاع الخاص ويبقى العمل في القطاع الحكومي الأمنية الأولى للشباب على الرغم من عدم توفره.

القطاع الخاص هو الشريك الإستراتيجي للمرحلة المقبلة ولن ينجح هذا الشريك في القيام بالدور المطلوب منه إذا لم تتوفر له البيئة المناسبة والمشجعة سواء للاستثمار أو استقطاب الكوادر البشرية الوطنية والتي تساهم في جعل النجاح مشترك بين الموظف والشركة.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد