آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

تغيير المسار السياسي


عبدالمحسن يوسف جمال

في المسار السياسي للدول، تتنقل الدولة في تحالفاتها السياسية من جهة إلى أخرى وفقاً للمصالح العليا للدولة.

ولا توجد دولة في العالم، لا بالتاريخ القديم ولا بالتاريخ المعاصر، تبقى على وضع جامد.. فتبادل المصالح وتغيير الاصطفافات السياسية هما أحد مظاهر الواقع السياسي في العلاقات الدولية.

وعادة ما تكون الأزمات السياسية أو الحروب هي أحد أهم العوامل التي تغير من قناعات الدول لتغيير موقعها في العلاقات السياسية مع الدول الأخرى، حيث يتحول الصديق إلى عدو، والعدو إلى صديق بين ليلة وضحاها.. لذلك قيل في السياسة، «ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، بل مصالح دائمة».

وقد تؤدي بعض الأزمات إلى إعادة الدولة رسم سياستها الخارجية بالكامل أو خفض علاقتها الدبلوماسية أو قطعها مع بعض الدول، ووقف المساعدات الاقتصادية وغيرها من الإجراءات.

وفي المقابل، قد تتحسن علاقاتها السياسية مع دول أخرى وتمد لها جسور التعاون.

وفي هذين الاتجاهين نفسيهما، تسير العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية سياسياً واقتصادياً.. خصوصاً أنه على ضوء هذه العلاقات تحاول الدولة التغلب على الهاجس الأمني والاستقرار في السياسة الخارجية.

لذلك، قد تضطر الدول إلى البحث عن مصالحها في هذا العالم المتصارع، والذي قد تتعاون بعض الدول لمحاربة دولة ما.
من هنا، ظهرت نظريات سياسية عديدة تدعو الدول إلى إقامة علاقات متوازنة ومدروسة مع الآخرين، وبالأخص دول الجوار من جهة والدول الكبرى من جهة أخرى، وليست سياسة مستعجلة أو تحت الضغوط.

حيث السياسة لن تمكث على وضع ما لمدة طويلة، بل ستتغير الأوضاع وتتبدل الأمور.

ومن خلال التاريخ السياسي لعلاقات الدول وتبدلاتها، نجد ذلك واضحاً كيف أن الأزمات والحروب أولدت اصطفافات سياسية جديدة، وأنشأت أحلافاً جديدة، وخلقت واقعاً إقليمياً وعالمياً جديداً.
فعلينا أن ندرك أن الواقع السياسي ما قبل الأزمات ليس هو كما بعدها.

وبالضرورة على الدول أن تعي جيداً كيف تقف من هذه الأزمات المنشأة لواقع جديد، فما تجده اليوم سهلاً، سيكون عليك في المستقبل غرماً.

فهناك من يطلب الحق اليوم فلا يعطاه، ويعطاه غدا فلا يقبله.
وفي المفهوم القرآني {وتلك الأيام نداولها بين الناس}.

جريدة القبس كويتية

أضيف بتاريخ :2017/07/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد