آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. علي الهيل
عن الكاتب :
أستاذ جامعي وكاتب قطري

الصراع في شبه الجزيرة الكورية..لا يفل الحديد إلا الحديد..


أ.د. علي الهيل

بعد سلسلة ناجحة و رادعة من اطلاقات الصواريخ الباليستية و التجارب النووية الكورية الشمالية ؛ اضطرت الدولة العظمى أن تعلن أنها لا تريد الإطاحة بنظام كوريا الشمالية.  بل أن تعود إلى إحياء مفاوضات الأقطاب السداسية التي توقفت أكثر من ٥ سنوات.

قبل ٣ أيام كان الإطلاق الأنجح ربما لصاروخ باليستي.  كان الصاروخ بمثابة الإمضاء على رسائل طويلة موجهة للدولة العظمى من الصين عن طريق كويا الشمالية كما يرجح الكثير من المحللين أن الدولة العظمى لا تفهم سوى لغة القوة.  كان الإطلاق مزعجاً للدولة العظمى لدرجة أنها أعلنت عن خيبتها في الصين التي لم تلجم (أو لا تريد أن تلجم) خليفتها كوريا الشمالية عن تهديد الساحل الغربي للدولة العظمى.

من نواميس الله في الكون أنْ لا يدع الدولة العظمى تستخدم قوتها دائماً على الدول الضعيفة و تبتزها و تستغل حمايتها لها من شعبها كما تفعل مثلاً؛ مع حكومات في العالم العربي.  
لأن هذه الحكومات ليست ديمقراطية و بالتالي لا صوت للشعب نتيجة قمع حكم الفرد و لا وجود لبرلمان يراقب و لا لصحافة تنبح دعك عن كونها تعض.  لذلك، مثل هذه الحكومات تعتمد على الدولة العظمى لإبقائها في الحكم.  في المقابل.  تتحكم الدولة العظمى في مقدّرات حكومات تلك البلدان فتأخذ من المليارات العدد الذي تشاء.  البديل هو الديمقراطية و ما يتبعها من إنتخابات مباشرة من الشعوب و من تداول سلمي على السلطة.  بَيْدَ أن هذا البديل يبدو بعيد المنال نتيجة لدعم الدولة العظمى لتلك الحكومات الأوتوقراطية أي غير الديمقراطية أي القمعية غالباً.  من الطبيعي أن الدولة العظمى تؤثِر مثل تلك الحكومات لأنها الضمانة لتدفق مصالح الدولة العظمى من غير عراقيل.  الديمقراطية ستكون ضد الدولة العظمى.  على الأقل ستجبرها على التعامل الندّ بالند.

الصين تعي ذلك جيداً منذ زارها ريتشارد نيكسون و عرابه هنري كسينجر عام ١٩٧٢.  نتيجة لذلك الصين مستقلة إقتصادياًّ و تمتلك معدل نمو هو الأعلى في العالم.  وعت الصين كذلك أن الحديد الأمريكي لا يفله إلا الحديد الكوري الشمالي وسط محيط من دول في شبه الجزيرة الكورية تشكل حلفاء تقليديين للدولة العظمى هم نتيجة لمخرجات الحرب العالمية الثانية.  لكي ترعوي الدولة العظمى عن العبث في شبه الجزيرة الكورية قوتِ الصين كوريا الشمالية لتتفرّغ هي للنمو الإقتصادي و هزيمة الدولة العظمى إقتصادياًّ و هذا بالضبط ما حدث و ما سيظل يحدث.

اليوم الدولة العظمى تحاول جاهدةً و باستماتة شديدة أنْ تتحاشى النزاع المسلح مع كوريا الشمالية لأنها وعت حقيقة أن الحديد لا يفله إلا الحديد.  درس يجب أن تعيه الحكومات في العالم العربي.  و عته دول ما تصفه الدولة العظمى بحديقتها الخلفية مثل فنزويلا.  رغم دعم الدولة العظمى لأجنداتها في داخل فنزويلا إلا أن حكومة الفقراء بقيادة مودورو خليفة شافيز تقاوم وسط بروباغندا ضخمة ضدها تقودها الدولة العظمى.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد