آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

5 سنوات من النزاهة


إبراهيم محمد باداود

نشرت صحيفة عكاظ نهاية الأسبوع الماضي تقريراً تضمن ملخصاً أعده مركز الفكر الإستراتيجي للدراسات تناول ملف الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) وإنجازاتها بعد مرور خمس سنوات على تأسيسها ، وقد كشفت الدراسة أن المشكلة الأكثر صعوبة في مواجهة منظومة الفساد هي البيروقراطية الشديدة ، وتداخل صلاحيات أجهزة مختلفة ومتقاربة في فترات ماضية غير أن تأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في مارس 2015م ساهم في إعادة هيكلة المسؤوليات والصلاحيات للعديد من الأجهزة .

أوضح التقرير بأن ( نزاهة ) ومنذ تأسيسها في عام 2011م وحتى عام 2014م تلقت أكثر من 22,000 بلاغ منها ما هو مشمول في اختصاصات الهيئة ومنها ما هو غير مشمول ، وقد بلغت نسبة بلاغات الفساد الإداري والمالي 34% ، أما نسبة البلاغات المتعلقة بتدني مستوى المشاريع فكانت 58% ، أما ما يتعلق ببلاغات القصور في إجراء الأنظمة فقد كانت 8%، في حين أكد التقرير أن من أهم المعوقات التي تواجه الهيئة ضعف تعاون بعض الوزارات والمصالح الحكومية والامتناع عن تقديم ما تحتاجه من وثائق وأوراق ومن ذلك قيام مجلس الشورى في شهر يونيو برفض تمرير اقتراح منح ( نزاهة ) صلاحيات مراقبة حسابات المسؤولين ، والحاجة إلى مزيد من التعليمات والأوامر الداعمة والمساندة لعمل الهيئة وضعف مبدأ المساءلة وتداخل الاختصاص بين الجهات الرقابية وتراجع تأهيل الموظفين وعدم تفعيل آليات دور الرقابة .

من أهم ما أظهره التقرير هو أن طبيعة عمل ( نزاهة ) لازال بالنسبة للشارع السعودي غير مفهوم ، فبعض المواطنين يعتقد بأن عمل ( نزاهة ) هو كشف الفساد ومحاربة الفاسدين والتشهير بهم والقضاء على كافة المعاملات الفاسدة بكل أنواعها في البلاد ، في حين أن حقيقة عمل ( نزاهة ) لا تتضمن التحقيق في الشكاوى بصورة أمنية أو إجرائية واتخاذ قرارات فهذا دور هيئة الرقابة والتحقيق والنيابة العامة والمباحث الإدارية ودور ( نزاهة ) ينحصر في التحقق من الشكاوى والتعامل معها على أساس مصلحة عامة وليس مصلحة شخصية كما تقوم بالتواصل مع الجهة المسؤولة لإصلاح الخلل ومعالجته .

( نزاهة ) ومنذ ولادتها قبل خمس سنوات وضع المجتمع لها سقفاً من الطموحات أعلى بكثير مما أسست عليه ، وطلب منها إنجازات أكثر بكثير مما حدد لها ، وانتظر الناس منها نتائج أكبر من طاقتها وصلاحياتها لذلك صدم البعض من نتائجها وتحفظ البعض على أدائها ونسوا بأن فاقد الشيء لا يعطيه .

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/08/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد