آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صابر عارف
عن الكاتب :
كاتب ومحلل سياسي و عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الجيش يتقدم.. وسوريا الحديثة ستنتصر حتما!!


صابر عارف

كان تحرير وانتصار حلب الذي حققه الشعب السوري ،  وجيشه الذي استحق بصموده وانتصاراته في هذه الحرب القذرة التي شنها  الأعداء من غرب وعرب ، من  كل حدب وصوب صفة جيش المبادىء والانتصارات. بعد أن اثبت نفسه في الميدان بكل قدرة واقتدار طيلة سنوات الحرب المستعرة منذ سنوات   …كان انتصارا تاريخيا وعميقا ، غير مجرى الحرب العدوانية البربرية على سوريا ، لمصلحة الدولة والشعب والنظام ،  وأسس لسلسلة الانتصارات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية  الأخرى التي تلاحقت فيما بعد  . إلى أن وصلنا  اليوم على أبواب دير الزور المعركة ، التي لن تقل إلا قليلا بنتائجها عن معركة حلب التاريخية المجيدة قبل الهجوم على حلب وخلال النقاش حول أولوية معركة حلب بين الروس والإيرانيين، نصَحت موسكو بالتوجّه أوّلاً إلى دير الزور، نظراً لأهميتها الإستراتيجية داخل معادلة النزاع الجيوسياسي والعسكري والاقتصادي على سوريا. لكنّ طهران وكذا سوريا رأت العكس، واعتبرت أنّ معركة حلب هي الأهم، لِما تمثّله من وزن سكّاني واقتصادي. وأفضى هذا النقاش آنذاك إلى اقتناع الروس بأولوية حلب في ظلّ ظروف النزاع حينها.

 ثمَّة اليوم توافق داخل المحور الداعم للنظام السوري على أنّ معركة دير الزور تمثّل الجولة الإستراتيجية الأخيرة من سباق الميدان في ربع الساعة الأخير قبل بدءِ مسار الحلّ السياسي للأزمة السورية. نظرا لأهمّية محافظة دير الزور التي تحتوي على المخزون النفطي السوري الخام (40 في المئة من ثروة سوريا النفطية) وعلى سلّة الغذاء الزراعية لسوريا، كما أنها ثاني أكبر محافظات الوطن بعد حمص، حيث تمتد على مناطق صحراوية شرقا بمساحة 33،060 ألف دونم ،  كما أنها خط التواصل البرري مع إيران عبر العراق .

بالأمس قالت روسيا إن القوات السورية بدأت بدعم جوي روسي هجوما يستهدف طرد تنظيم الدولة من دير الزور. وتحدثت عن قتل نحو 200 من مسلحي التنظيم بغارات جوية قرب المدينة وتأمل القوات السورية والحليفة أن تحقق السبق مقابل الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة في الهجوم على آخر المعاقل الكبرى للتنظيم في سوريا في محافظة دير الزور التي تمتد حتى الحدود العراقية. وقد هللت دمشق للسيطرة على مدينة السخنة باعتبارها خطوة كبيرة صوب ذلك الهدف الانتصارات السورية التي تحدث عنها الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير في مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين السورية الذي يمكن وصفه بخطاب ما قبل خطاب النصر والذي انتقلت فيه سوريا إلى سياسة فرض الشروط، عندما قال الأسد بأنه لا علاقات ولا فتح سفارات مع دول تدعم الإرهاب،  فعلى هذه الدول أن تقطع علاقاتها وتوقف كل أشكال الدعم للإرهاب بكل وضوح وصراحة أولا وقبل كل شيء…. عديد الانتصارات السورية لم تضع حدا نهائيا للعدوان عليها، ولا يلوح بالأفق ما يبشر بذلك في المدى المنظور سوى الانتصارات العسكرية في الميدان على الرغم من تصريحات المبعوث الأممي ديمستورا الذي وعد بأن يكون أيلول القادم شهرا حاسما وشهرا للتحولات النوعية في الأزمة  السورية .    وأن اقتربت ساعة الحسم والنصر  في الميدان العسكري على المعتدين فان ذلك  سيفتح أفقا للحلول السياسية الأخرى وسيضع حدا نهائيا للعدوان وسيمهد الطريق للمصالحات الوطنية المجتمعية الأوسع التي أصابها الشيء الكثير  ، ما سيفتح الطريق لإعادة بناء البلد من جديد ، بناء لا يقتصر على البنى التحتية والعمرانية بدون العشوائيات السورية الشهيرة سلبا ، وإنما لإعادة بناء النظام السياسي من جديد على أسس ومرتكزات عصرية ديمقراطية شفافة ، تفتح المجال واسعا للمشاركة الواسعة من قبل الكل الوطني أبناء سوريا الذين أثق بقدراتهم وإمكانياتهم الخلاقة لإعادة بناء سوريا من جديد مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات بدون ديون وارتباطات تثقل وتدمر الاقتصاد والاستقلال الوطنيين . وفي الوقت ذاته فأنني على أمل وأرجو أن يتحول إلى ثقة بأن فلسطين ستبقى في القلب السوري وخاصة بعد أن تأكد كل سوري بان عدو الفلسطيني هو من كان يقف وراء هذه الحرب .

بغض النظر عن موقف كل منا من النظام  السياسي الحالي ومدى قبوله أو رفضه لرئيسه الحالي بشار الأسد فأن ما وصلت إليه سوريا اليوم كان حلما وخيالا، بل ويعد معجزة وظاهرة فريدة أن تنتصر وحزب الله مع الروس وإيران على حلف دولي زاد عن مئة دولة تتقدمهم الدولة الأعظم، والتكنلوجيا الأرقى والاقتصاد الأقوى والنفط الخليجي!!.. لا لا أنها حكاية عصر وزمن جديد يستدعي ويستحق التأمل والتمعن فيه !!!!.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد