آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

لست وحدي.. هذا أمر باعث على الارتياح!


عبدالله المزهر

أتكدر قليلا حين أجد أغلب تصرفاتي تتسم بالحمق وقلة التخطيط للمستقبل، ولكني سرعان ما أشعر بشيء من الطمأنينة والسكينة التي تغشاني حين أكتشف أني لست وحدي. وأنا لا أتحدث عن أشخاص آخرين ولكني أتحدث عن إدارات ووزارات لديها جيوش من المستشارين وكثير من الأموال التي تزيد بالطبع عن العشرة آلاف ريال التي استطعت ادخارها خلال الفترة التي عشتها موظفا في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أفكر في بناء منزل، والأمر بالطبع لم يتعد مرحلة التفكير إلى ما سواها. وأقنع نفسي بأن التفكير ليس أمرا سيئا ولعله وحده يكفي في هذه المرحلة.

وعدم تجاوزي مرحلة التفكير ليس هو المشكلة المهمة. المشكلة هي أني أفتعل كثيرا من الخلافات الأسرية والنقاشات الطويلة التي أحاول فيها إثبات وجهة نظري المتعلقة بتصميم المنزل ومساحته وألوانه وتوزيع الغرف بين أفراد العائلة.

وبحكم موقعي القيادي في أسرتي فإني أصدر فرمانات بين الحين والآخر تتعلق بنقل أحدهم من غرفته إلى أخرى وحرمان آخر من امتيازات كانت موجودة في غرفته. ولا يشغلني مطلقا وأنا أصدر هذه الأوامر التنظيمية أن المنزل نفسه غير موجود وأني لم أتجاوز مرحلة التفكير في بنائه.

لكن لإصدار القرارات لذة لا يعلمها من حرمه الله من نعيم السلطة. حتى وإن كانت قرارات ينقصها المكان الذي ستطبق فيه.

آخر هذه الأمور التي أشعرتني بالارتياح بأني لست وحدي هو قرار وزارة التعليم زيادة ساعات اليوم الدراسي ساعة واحدة للنشاط اللا صفي، القرار جميل وربما كان مطلبا منذ سنوات لكن مشكلته الوحيدة هي أن الأرضية التي سيطبق عليها ليست مستعدة، فكثير من المدارس بالكاد تكون كافية لتقديم الدروس التي هي المهمة الأهم للمدرسة. إضافة إلى قلة الكوادر التي يمكن أن تؤدي هذه المهمة وتجعل منها شيئا حقيقيا يفيد الطالب أثناء تواجده في المدرسة سواء زاد وقت الدوام أم لم يزد.

وعلى أي حال..

فإنه من واجبي الوطني أن أنقل خبراتي لمن يريد الاستفادة منها، وأنصح الوزارة بأن تصر على قرارها ولا تتراجع عنه ولا تلتفت لمن يريد التشكيك فيه. وهذا هو ذات الأمر الذي فعلته حين أصدرت قرارا منزليا يجبر جميع أفراد أسرتي على الاجتماع في مسبح المنزل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لزيادة الترابط الأسري. لم ألتفت لكل من حاول إحباط قراري بالحديث عن عدم وجود المسبح وعدم وجود المنزل من الأساس.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/08/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد