آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
معن حمية
عن الكاتب :
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

العدوان الصهيوني... جرعات دعم للإرهاب


معن حمية

المشاهد والصور التي التقطت لعملية كسر حصار دير الزور، وهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي على يد الجيش السوري وحلفائه، نزلت كالصاعقة على العدو الصهيوني، ذلك لأنّ دير الزور من المناطق الحيوية الواصلة الشام بالعراق، وبالتالي فإنّ تحريرها يكتسب أهمية إستراتيجية بحيث يتأمّن التواصل بين الدول التي تدعم المقاومة، بما ينعكس إيجاباً على قوى المقاومة التي تواجه الاحتلال اليهودي.

ولأنّ التنظيمات الإرهابية صنيعة «إسرائيل» وأميركا، فإنّ دير الزور شكلت أحد الأهداف الرئيسة لتنظيم «داعش» الذي حظي بكلّ أشكال الدعم من صانعيه ليحتلّ دير الزور وريفها، لكنه اصطدم بصمود الجيش السوري في مركز المحافظة والمطار، وهذا الصمود كان سبباً لفشل مخطط تمركز الإرهاب هناك، وقد أتى كسر الحصار عن وحدات الجيش المتمركزة في المطار ليقضي بصورة نهائية وتامة على مخطط تقسيم سورية الذي وضعته «إسرائيل» وأميركا وحلفاؤهما للمنطقة الشرقية السورية.

لقد شكّل التقاء الجيش السوري مع وحداته المحاصرة في دير الزور إجهازاً على ما خطط له الأعداء، وطبيعي أن تشعر «إسرائيل» بأنها تلقت صفعة قوية جراء هذا الانتصار الذي حققه الجيش السوري، لذلك شنّت طائراتها الحربية غارات جوية على مواقع سورية في مصياف، مستخدمة الأجواء اللبنانية لإطلاق الصواريخ، وهي ترمي من وراء هذه الغارات الى إسناد المجموعات الإرهابية التي أصيبت بهزائم متتالية وتتهاوى أمام تقدّم الجيش السوري وحلفائه.

وعلى الرغم من أنّ الغارات الصهيونية هي تعبير عن الارتباك والهزيمة، فإنّ سورية ستتعامل مع العدوان الصهيوني بما تراه مناسباً، وهي ليست مضطرة للكشف عن طبيعة الردّ وزمانه ومكانه، علماً أنّ «إسرائيل» تعرف جيداً أنّ عدوانها لن يمرّ من دون تدفيعها الأثمان. والثمن الذي ستدفعه عاجلاً هو توجيه ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية، والقضاء على هذه المجموعات سيشكل هزيمة مدوّية لـ«إسرائيل». لأنّ الإرهاب هو خط الدفاع الأخير عن هذا الكيان المصطنع الذي قام على الاحتلال والعدوان.

وعليه فإنّ الغارات «الإسرائيلية» على مواقع سورية، هي لإعطاء جرعات دعم للإرهاب، ومَن يدعمون الإرهاب، لكن هذه الجرعات لن تثني سورية عن مواصلة عملية القضاء على الإرهاب.


جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2017/09/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد