آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد صادق الحسيني
عن الكاتب :
كاتب وباحث إيراني

نصرالله ويالطا السورية عالم ما بعد فشل الحرب الكونية..!


 محمد صادق الحسيني

ألم يُهزَم الكيان فأصبح حزب الله سيد الميدان؟ هذه هي أبرز دلالات هزيمة محور الشرّ الأميركي في دير الزور وإليكم معالم الخريطة الجديدة لما بعد معركة «العلمين» السورية التاريخية المجيدة..!

أولاً: إن دير الزُّور هي عمود الخيمة التي تغطي مساحتها المنطقة الممتدّة من بعقوبة في محافظة ديالي بالعراق شرقاً إلى جرود قارة والجراجير غرباً. فبدون تثبيت عمود الخيمة يصعب الحفاظ عليها من السقوط. وحيث إنّ هدف العدوان الصهيوأميركي كان وسيبقى ضرب محور المقاومة، فكان التركيز على تهديد إيران عبر الحدود العراقية وتهديد سورية عبر أكثر من حدود، وإنْ كانت البداية من الحدود اللبنانية – حمص / بابا عمرو. وبعد فشل محاولة بابا عمرو، قرّر الحلف المعادي إقامة رأس جسر لقوات العدوان في القلمون بانتظار اللحظة المناسبة لمعاودة الانقضاض على الخاصرة السوريه في تلك المنطقة تمهيداً لانتزاع قلب العروبة النابض، دمشق…!

ثانياً: إنّ الهجوم الاستراتيجي لحلف المقاومة بدءاً من محافظة صلاح الدين في العراق مروراً بتحرير حلب في سورية ثم محافظة نينوى العراقية، وصولاً إلى تحرير الموصل العراقية ودير الزُّور السورية أسقط أهداف ذلك الحلف بشكل نهائي مما أدّى إلى سقوط أو اضمحلال القيمة الإستراتيجية لأذناب السيد الأميركي، بدءاً من «إسرائيل» الكيان مروراً بتركيا أردوغان وصولاً إلى مملكة آل سعود ومشيخة قطر.

أي أن حلف المقاومة قد حقق نصراً استراتيجياً على الحلف المعادي الذي لم يعد قادراً على التأثير في مسرح العمليات الممتد من موسكو وحتى غزة، عبر طهران وبغداد ودمشق وبيروت والقدس، التي تجلى موقفها المقاوم في انتفاضة الأقصى الأخيرة والتي أدّت الى تراجع المحتل «الإسرائيلي» عن كافة إجراءاته في المسجد الأقصى من دون قيد أو شرط.

ثالثاً: وانطلاقاً من الحقائق المذكورة أعلاه فإن من يرسم المشهد السوري العراقي، وبالتالي المشهد العام في ما يُسمّى بـ «الشرق الأوسط» هم المنتصرون، دمشق وحلفاؤها، وإن صاحب القول الفصل في كافة ما سيعقد من لقاءات ومؤتمرات حول سورية في المستقبل، سواء في أستانة أو جنيف أو غيرهما، ستكون روسيا وسورية وإيران والعراق وحزب الله. وهم المنتصرون في الحرب الكونية ضد حلف المقاومة والتي نفذت على الأراضي العراقية والسورية بمساعدة القوى الرجعية العربية المعروفة للجميع.

وهذا ما تم الاتفاق عليه بين أعضاء نادي المنتصرين، تماماً كما تمّ الاتفاق في مؤتمر يالطا في شهر شباط سنة 1945 بين الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث تمّ الاتفاق هناك على رسم المشهد الأوروبي بعد انتهاء الحرب.

وبانتظار أن يعلن السيد حسن نصر الله عن تفاصيل القرارات التي اتخذها مع بقية زعماء الحلف حول المشهد الجديد في العالم العربي، فإنّ عيوننا تبقى شاخصة إلى معارك الجيشين السوري والعراقي وبقية قوات الحلف المسلحة والتي تهدف إلى استكمال مطاردة فلول عصابات داعش المنهزمة سواء في الأراضي العراقية أو السورية تمهيداً للمعركة الرئيسية لتحرير فلسطين والتي لن يوقف الاستعداد لها لا مناورات الجيش «الإسرائيلي» الجارية حالياً في الجولان وشمال فلسطين ولا ألاعيب آل سعود الهادفة إلى شق الصف العراقي واليمني ولا القفزات البائسة واليائسة للسيد مسعود برزاني في هواء الوقت الضائع وإذعانه لمخطط العدو الصهيوني المتآمر على وحدة العراق وسيادته وعروبته.

نقطة أول السطر.

بعدنا طيّبين، قولوا الله…
جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2017/09/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد