آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

مجلس التعاون في ظروف فوضى المنطقة


مصطفى الصراف

شهدت منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة سلسلة من الأحداث المأسوية الجديدة التي أثرت تأثيرا شديدا في أوضاع المنطقة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة للغاية. الأزمة حول قطر وصعوبة حلها على الرغم من جهود القيادة الكويتية تسبّبت في إمكانية تقسيم وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية مستقبلا.

لقد تم إنشاء المجلس في عام 1981، بغية التنسيق والتعاون والاندماج والتكامل في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين دول الخليج. لكن اليوم نشهد انقساما بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهي السعودية والبحرين والإمارات من ناحية، وقطر من ناحية أخرى، وبينهما الكويت وعمان اللتان تحاولان أن تكونا وسيطاً في عملية تهدئة الأوضاع. وكانت خطط البيت الخليجي السابقة إنشاء تحالف مالي وعسكري خليجي، إلا أنه لم يكتمل تجسيده إلى واقع حي. بل نرى اليوم التقارب الأكثر يحدث بين قطر وتركيا التي أرسلت إلى الدوحة خلال الأشهر الأخيرة أكثر من خمسة آلاف جندي تركي. وكما ذكرت صحيفة دايلي صباح التركية، فإن التحالف الفكري التركي ـــــ القطري تحوّل إلى تحالف عسكري سياسي كامل، والقسم الآخر من دول مجلس التعاون ذهب يتحالف مع جمهورية مصر العربية ضد قطر، وضربوا مقاطعة اقتصادية عليها.

وقد قال كبير الباحثين في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأجنبية غيدو شتاينبرغ في هذا الشأن: «إن دولة قطر قادرة على مواجهة المقاطعة، فقطر دولة مستقلة ولا تعتمد على علاقات اقتصادية قوية مع دول المقاطعة، ويمكن لقطر العيش من دون أن تتأثر بها لأن اقتصادها قوي».. وفي الوقت نفسه، نرى اليوم التزايد الملحوظ في التواجد العسكري التركي واستفادة أنقرة من تناقضات دول الخليج وبعدها عن طموحاتها كمجلس تعاون. ولكن من الناحية الثانية فإننا نرى الموقف التركي أكثر اتزانا إزاء ما يحدث حاليا في سوريا، والتعاون الروسي ــــ التركي دليل ساطع على ذلك. ولعل لروسيا دورا بارزا في هذه السياسة التركية المتزنة لرغبتها في استقرار هذه المنطقة، وهو ما يقوم به وزير خارجية روسيا من زيارات مكوكية على جميع دول المنطقة، على عكس ما تقوم به أميركا وإسرائيل في محاولة إذكاء الخلافات والتمنع عن القيام بدور المصالحة بين دول الخليج. ولقد فهمت القيادة التركية أن سياسة التهديدات لا تؤدي إلى شيء. واليوم على دول مجلس التعاون الخليجي أن تدرك هذا من أجل الحفاظ على وحدة منزلنا الخليجي، وتبدي سياسة هادئة غير متشنجة مستفيدة من الدور الروسي الذي يقوم به وزير خارجيتها.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/09/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد