آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

صُنّاع الغشّ: ١ صغير و١٩ كبير!!


طلال القشقري

هذه واقعة حقيقية، أسردها لكم كما رأتها عيناي، وهي ليست من نسج الخيال، ولا من أضغاث الأحلام!

مواطن ذو دخل محدود وراتب مهدود، وبما وَرِثَ هو وزوجتُه، وبما اقترضه من الناس، وبما ادّخره خلال ٣٠ سنة من الوظيفة، وبواسطة بنكٍ أقرضه قرضًا طويل الأجل، وعظيم العمولة، ومُرهِق التسديد، اشترى فيلّا صغيرة بمليون ونصف المليون ريال بعد أن عاينها البنك وأقرّ بصلاحيتها للقرض!.

ثمّ أناخ المواطن رحله بها، وفرح كما تفرح العروس، لكن جاءت العروس تفرح ما لقت مطرح، إذ ما هي إلّا أسابيع حتى طفحت مطابخ الفيلّا وحمّاماتها بمياه المجاري، فظنّ أنّ هناك سددا في مواسيرها، فسلّكها من الداخل، لكنّ المشكلة استمرّت، ليُفاجأ أنّ الفيلّا لا تُوجد لها بيّارة في الخارج، بالطبع في ظلّ انعدام نظام الصرف الصحي، وهذا غِشٌّ من المقاول، بل أمّ الغِشّ وفصيلته التي تؤويه، ولا بُدّ من إزالة بلاط الفناء، وبناء بيّارة للاستفادة من الفيلّا!.

وهكذا غِشّ لم يصنعه المقاول وحده، الذي هو من الوافدين، وقد يكون الآن في بلاده مُستمتعًا بما ربحه من مال حرام، بل صنعته معه «تسعطعشر» جهة أخرى، مثل بنوكنا التي لا تهتم بفحص المساكن «محلّ القروض» قدر اهتمامها بأرباحها، ومثل الأمانة وشركة المياه اللتيْن لا تكترثا بما يجري خارج المساكن إلّا إذا كان يدرّ عليهما غرامات مالية، ومثل وزارة التجارة التي عجزت عن ضبط المقاولين الوافدين والتستّر عليهم، ومثل وزارة الإسكان التي لولا قلّة وعدم جاذبية منتجاتها ما لجأ المواطنون لغيرها، ومثل، ومثل، ومثل «أحكيلكم مين وأسيبلكم مين؟»، وحتّى المواطنون الذين يدفعون الملايين لبناء مساكنهم، ويستخسرون دفع بضع آلاف لمهندس استشاري يُجنّبهم الغِشّ بخبرته هم صُنّاع للغِشّ لكنّهم ١ صغير، بينما الصُنّاع الباقون كِبار كِبار، ولا يهمّهم أحد، فهل إلى حلٍّ من سبيل؟.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/09/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد