آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. علي الهيل
عن الكاتب :
أستاذ جامعي وكاتب قطري

كوريا الشمالية تغير قواعد المعادلة وتقلب قانون السلوك الدولي رأساً على عقب..

 
أ. د . علي الهيل

كوريا الشمالية الدولة الصغيرة مستمرّة في ال bullying التسلط والإستفزاز إزاء الدولة الكبيرة والقوة العسكرية العظمى.  الدولة العظمى مستمرَة في تلقي ال bullying التسلط والإستفزاز باستمراءٍ واضح ولكنْ باستكانة واضحة أيضاً.  في المدارس والأحياء عادةً ما يقوم الأقوياء بالتسلط واستفزاز الضعفاء من نظرائهم كأن يعيرونهم بسمانتهم أو بلبسهم أو بغبائهم وهوما يُجمع عليه علماء النفس بسلوك ال bullying التسلط والإستفزاز.

في عالم الدول يحدث ذلك أيضاً.  الدول الكبرى والقوى العظمى تتسلط على الدول الصغيرة والضعيفة التي تحاول أن تخرج عن صغرها وضعفها.  بَيْدَ أن كوريا الشمالية تغير قواعد المعادلة وتقلبها رأساً على عقب؛ الدولة الصغيرة تتسلط وتستفز الدولة العظمى؛ أمريكا.  أمس أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياًّ قطع مسافة 3,700 كم ماراًّ فوق اليابان ليسقط في المحيط الهادىء  دون قاعدة جزيرة جوام الأمريكية العسكرية الإستراتيجية.     أراد الكوريون الشماليون للصاروخ أن يسقط في المياه في رسالة واضحة أنْ حزمة عقوباتكم الأخيرة يا أمريكا تحت غطاء ما يوصف أولا يوصف بمجلس الأمن الدولي هي الأخرى ستسقط في المياه وعلى غرار المثل العربي “بلّوها واشربوا مايّتها.”

أمريكا لا ترد عسكريا كالعادة كما ردت في العراق وغيرها لا لأنها تراعي مشاعر الشعب الكوري الشمالي ولكنْ لأن الرد سيعني إطلاق كوريا الشمالية عشرات الصواريخ الباليستية على جزيرة جوام وعلى ولاية كاليفورنيا وربما على غرار كلام حسن نصرالله “ما بعد بعد…” كاليفورنيا.  الصين وروسيا وكل أعداء أمريكا وخصومها حول العالم يروق لهم تسلط واستفزاز كوريا الشمالية لأمريكا ومحاولة جرجرة كوريا الشمالية لأمريكا إلى حرب ستتضرر منها أمريكا أكثر من غيرها.

اليابان تجعجع كالعادة وأمريكا تطمئنها بالكلام دون أن تفعل شيئاً إزاء كوريا الشمالية التي لا تتوقف عن استفزاز اليابان والتسلط عليها بإمرار صواريخها فوق أجواء اليابان ولسان حال كوريا الشمالية يقول لليابان:  “خلوا أمريكا تنفعكم.”  الصين مهما قالت من كلام لتجامل أمريكا في العلن لن توقف ضخ النفط لكوريا الشمالية ولن تسمح بتجويع شعبها ولن تسمح بسقوطها لأن كوريا الشمالية تشكل عَصب التوازن بين الصين وروسيا من ناحية وأمريكا وحلفائها من ناحية ثانية.  روسيا لا تغير موقفها على أمريكا أن تتحاور مع كوريا الشمالية وكوريا الشمالية موقفها واضح؛ إمّا إلغاء العقوبات للعودة للحوار والمفاوضات السداسية وإمّا أن تجاربنا النووية وإطلاق صواريخنا الباليستية المحمَّلة برؤوس هيدروجينية ذات قوة تدميرية تفوق قوة القنبلة النووية بعشرات المرات-لن تتوقف “وإذا ما يعجبكم الشرب من المحيط الهادىء فجرَّبوا أن تشربوا من بحر الصين الجنوبي.”

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد