آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

الأكراد ماضون.. “حديدان” وحيداً في الميدان


الدكتور محمد بكر

يصر الأكراد على المضي قدماً في التصويت على الاستفتاء يوم الاثنين لجهة انفصال إقليم كردستان عن العراق، هذا المضي مستند بطبيعة الحال إلى الضوء الأخضر الأميركي وإن كان الأخير قد عارض الخطوة الكردية، لكن موافقته الضمنية هي الأساس الواضح للعيان، كورقة ضغط ربما على محور موسكو في جبهات أخرى، وكذلك دعم الحليف الإسرائيلي هو مايشكل الصلابة في الموقف الكردي ، خطوة الكرد في العراق تزامنت مع الإجراء الكردي في الشمال السوري لجهة انتخابات محلية كخطوة أولى تمهد لانتخابات مجلس تشريعي، وهيئة تنفيذية لإدارة ثلاثة أقاليم وست مقاطعات في إطار مايسمى كردياً روج آفا.

مايجعل التوجه الكردي في جبهتي العراق وسورية عقيم “الغلة” ينطلق من ثلاث نقاط رئيسة :

النقطة الأولى هي في القرار الاستراتيجي الحاسم الذي صاغه الثلاثي العراقي الإيراني التركي في فرملة كل مفاعيل الخطوة الكردية إلى أبعد نقطة بمافيها المواجهة العسكرية، فمدلولات ذلك تتأتى بطبيعة الحال من الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الإيرانية لأنقرة، وإبرام اتفاق عسكري لمواجهة الكرد، وكذلك الإعلان الصريح لدمشق بأنها ستواجه أي قوات مدعومة أميركياً على الأرض السورية.

النقطة الثانية هي غياب أي مباركة أممية للخطوة الكردية في العراق حتى وإن تمت، وتالياً إفراغها من أي محتوى فاعل على مستوى الاعتراف بدولة كردية.

النقطة الثالثة تكمن في أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعدان للألف لجهة الانتصار للأكراد عسكرياً، لأن ذلك يعني المواجهة مع تحالف خماسي روسي تركي إيراني عراقي سوري يصعب معها التكهن بمآلات ونتائج هذه المواجهة، من هنا نفهم العمليات العسكرية التي تبدأها القوات العراقية في الحويجة جنوب مدينة كركوك المقررة كعاصمة للكرد، وكذلك تمديد البرلمان التركي تفويضه الجيش بجواز التدخل عسكرياً في سورية والعراق.

ساعات قادمة مفصلية سيكون فيها ترامب وإسرائيل على المحك، أو إن الكرد سيكونون وكعادة كل المعولين على أميركا، بأن يُتركوا وحيدين لمواجهة مصيرهم، وعندها أي خيارات للكرد إذا مابات حديدان وحيداً في الميدان.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد