آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طالب الحسني
عن الكاتب :
كاتب وصحفي يمني

دفاعات جوية يمنية مقتدرة على إسقاط طائرات التحالف السعودي..


طالب الحسني

بعد أسبوع واحد من تصريحات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصارالله في اليمن بشأن تطوير منظومة الدفاعات الجوية اليمنية أسقطت هذه الدفاعات طائرة أمريكية دون طيار نوع “ام كيو” يستخدمها التحالف في الرصد والاستطلاع وضرب بعض الأهداف وهي ضمن منظومة الدرونز التي استخدمتها  وتستخدمها واشنطن لشن غارات على القاعدة في اليمن ، مشهد الإسقاط وزع على نطاق كبير  وتعمد الإعلام الحربي أن يوثق عملية الإسقاط  ليؤكد أن الدفاعات الجوية اليمنية  بدأت بالتعافي ، وهذا يعني أنه جرى خلال الفترات الماضية العمل على إعادة تأهيلها .

سلاح الجو الذي يملكه التحالف ، يؤدي دورا كبيرا في العمليات العسكرية  ” لعاصفة الحزم”  والحد منه بإدخال منظومة دفاعات جوية قادرة على إسقاط طائرات التحالف سيكون له تأثيرا كبيرا على العمليات العسكرية وسط إخفاق كبير في تحقيق أي اختراق ميداني منذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015.

مقال الكاتب السعودي المقرب من محمد بن سلمان عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط وأشارت إليه هذه الصحيفة رأي اليوم ولوح إلى إنكفاء العمليات العسكرية وتوجيهها نحو محافظة صعدة شمال اليمن في ظل وصول التحالف بقيادة السعودية إلى أفق مسدود بالنسبة للحسم العسكري ، يحمل إشارات واضحة على التفكير الجدي بالانسحاب من هذه الحرب  التي بات يشكل عامل الوقت والتكلفة المالية الباهظة وتصاعد العمليات العسكرية في الحد الجنوبي السعودي وتزايدت في الآوانة الأخيرة أعداد قتلى الجيش السعودي إثر قيامه بحملة عسكرية هدفت إلى استعادت منطقة ” الحثيرة” في جيزان ، عاملا مقلقا وضاغطا على الجانب السعودي والإماراتي.

غاب بشكل شبه كامل الحديث عن استعادة صنعاء ودخولها عسكريا وتدور المواجهات في مناطق محدودة شرق المحافظة وبالتحديد في منطقة نهم ، وهو المحور الرئيس الذي راهن التحالف أن يحقق تقدما عسكريا ميدانيا منه وأن تقترب المواجهات من العاصمة صنعاء وبالتالي تشكل دفعة معنوية للقوات التي تقاتل مع التحالف ، هذا الغياب يتزامن مع تراجع عسكري للتحالف في محاور أخرى من بينها العمليات القتالية في الساحل الغربي اليمني ، في هذه التفاصيل يتوضح للسعودية أن الجهد العسكرية الذي يكلف خزينتها مليارات الدولارات لا يحقق نتائج مثمرة ، ومن هنا يفهم أيضا اهتمام الراشد بنقل المعارك صوب محافظة صعدة ، في هذه الجزئية لا يزال الكثير يعتقد خطأ أنها معقل حركة أنصار الله الحوثيين الوحيدة فهذا التوصيف ينطبق فقط على ماقبل 2011 ، إذ أن الحركة توسعت ولها أنصار وحلفاء في أغلب محافظات الشمال والوسط وحتى المحافظات الغربية والجنوبية ، عدا عن قيامها بتحالفات إستراتيجية كبيرة مع أحزاب سياسية أبرزهم حزب الرئيس السابق وزعيم المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبد الله صالح.

التعاطي مع حركة أنصار الله الحوثيين بإعتبار وجودها قويا مقتصرا على محافظة صعدة يفتقد إلى الكثير من الصوابية ، وهذا التقييم  الخطأ هو ما جعل السعودية والتحالف الذي تقوده وحتى حلفاؤها في الداخل اليمني يدخلون هذه الحرب بثقة كبيرة وأعلنوا انتصارهم مبكرا ، قبل أن يتفاجئوا أنها أي الحركة أقوى مما اعتقدوا وتمكنت من بناء تحالفات عسكرية مع الجزء الأكبر من الجيش اليمني فضلا عن استمالة القبائل  اليمنية إلى صفها وبات الغالبية منهم جزء منها حاليا ، وعلى الراشد أن يدرك هذه الحقيقة التي غابت عنه كما غابت عن تقييم السعودية قبله

الجنوب يعيش حالة احتقان تصل لحد المواجهات المسلحة بين أنصار الحراك الجنوبي الذي يدعو ويعمل لانفصال الجنوب عن الشمال والعودة إلى ما قبل الوحدة الإندماجية التي تحققت عام 1990 وأنصار هادي وحكومته وتحالفهم الذي يشكل الإخوان المسلمين الجزء الأكبر منه ، هذا الإحتقان سيستمر وهو أحد أسباب عدم الاستقرار في هذه المحافظات ، وتوقف الحرب إما تدريجيا أو بحل سياسي ، لا يعني أيضا استقرار هذه المحافظات أو توقفها عن المطالبة بفك الارتباط والاستقلال ، رغم أن المجتمع الدولي يؤكد الحفاظ على يمن موحدا  .

ما يصعد من حركة  الانفصال في هذه المحافظات والطموح إلى الاستقلال في الآونة الأخيرة هي الحالة الكردية واستفتاء كردستان العراق وأي نتائج سوف تتثبت في هذه الحالة ، أي كردستان ستترك تداعيات على مستقبل وحدة اليمن .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد