آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

أزيلوا هذا الشعار!!


طلال القشقري

تستوقفني الشعارات البرّاقة التي تخترعها أمانة جدّة، لأنّها لا تعكس واقع أدائها المُعَاش الذي تكتنفه العديد من السلبيات!.

وليتني أعرف اسم مسؤول الشعارات فيها، لأهنّئه بحالة الرَوَقان التي يرفل فيها، مقابل اغتياظي لدرجة عضّي لأناملي بأسناني وضروس عقلي عندما أرى هذه الشعارات!.

وآخر ما وقعت عليه عيناي من شعارات للأمانة هو ما كتبته على لوحتها المُعلّقة في حلقة الخضروات والفواكه، وهو: «نعمل لغدٍ أجمل»!.

طيب، دعوني أُبْحِر بين ثنايا هذا الشعار، وأقول إنّ اللوحة قديمة، يعني مُعلّقة في الأمس البعيد، فماذا فعلت الأمانة للغد الذي هو اليوم؟ لا شيء، ما زالت الحلقة قاعدة تحت مبنى مؤقّت من الصفيح الحديدي، الذي يصلح كمستودع لخُردة مواد البناء لا كسوق لخير حصاد الأرض الذي خلقه الله لنا!.

ولو تغاضيت عن مادّة بناء المبنى فما بال التكييف يغيب عنه منذ إنشائه؟ إنّ مشوار واحد في الحلقة يُعرِّق المرء كأنّه يُمارس الرياضة تحت الشمس، ومعظم أسواق الخضراوات والفواكه في مدن العالم المتطوّرة مُكيّفة بالكامل، وتفتح نفس المُستهلِك، إلّا حلقة جدّة التي حُشِرت بين الأحياء، وانتشرت النفايات فيها وفيما حولها، وسادت الفوضى المرورية منها وإليها، ممّا لا يسرّ الناظرين إليها ولا المُتسوِّقين فيها، وهي بأمانة تفتقد للتطوير الحضاري والتخطيط العمراني!.

هذا واحد، أمّا الثاني فهو: من هو المقصود في كلمة «نعمل»؟ أكيد الأمانة تقصد الشباب السعودي! طيب، فلتتفضّل الأمانة ومعها الجهات المعنية بتوطين المهن، وستجد بالأرقام ٩٩٪، وبالكلمات تسعة وتسعون في المئة من العاملين في الحلقة.. وافدين، كلّ جنسية تحتكر جزءًا من الخضروات والفواكه تحت سيطرتها المُطلقة، وأنّ نسبة السعوديين ضمن الوافدين قطرة صغيرة في بحرٍ لُجّيٍ كبير!.

لهذا أقترح على الأمانة إزالة اللوحة والشعار، فبدونهما.. الحلقة أحسن!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/10/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد