آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جهاد العيدان
عن الكاتب :
كاتب عراقي

ماذا وراء التهويل الأمريكي ضد إيران؟


جهاد العيدان

توقف المراقبون أمام تلميحات الإدارة الأمريكية بإدراج حرس الثورة الإسلامية الإيراني على القائمة السوداء وباحتمال خروجها من الاتفاق النووي مع إيران مما أثار موجة من ردود الفعل حتى من قبل حلفائها الأوربيين وحتى من قبل بعض السياسيين المخضرمين في الطبقة السياسية الأمريكية  بيد أن هذه العاصفة التي قوبلت بعاصفة تهديد إيراني مقابل وفاعل دفعت منتجي أفلام هوليوود لتخفيف قوة الدفع باتجاه تفعيل هذا التلميح لما له من انعكاسات سلبية فعلية على أمريكا ذاتها حيث حذرت جهات تصنف على أنها صانعة القرار من تبعات مثل هذا القرار ودعت ترامب إلى إصدار قرارات شكلية أخرى للحيلولة دون حصول تداعيات لايمكن التكهن بنتائجها.

السؤال المطروح ماهي دوافع ترامب من وراء هذه التصريحات والإثارات والتهديدات وماهي طبيعة السيناريو الأمريكي الجديد المعد للمنطقة ؟؟

للأجابة على ذلك لابد من القول أن الإدارة الأمريكية التي فشلت في ملفات إقليمية ساخنة في العراق وسوريا كما أن حرب النيابة عنها المتمثلة في الجماعات الإرهابية وفي بعض دول المنطقة دفعها لان تضع نفسها في الواجهة خاصة وأن زمن العلو الصهيوني تراجع في المنطقة واستطاعت المقاومة من تحقيق انجازات جديدة أقلقت قادة الاحتلال,كل ذلك دفع إدارة ترامب إلى التفكير بوسائل وأزمات جديدة لتفعيل سياسة الفوضى الخلاقة في العالم بدل المنطقة ومن هنا دفعت الحركات الانفصالية على أسس قومية للبروز والتمظهر كما هو الحال في كردستان العراق وكاتالونيا الاسبانية إضافة إلى تحرشاتها الجديدة بإيران من خلال تسليط الضوء على الاتفاق النووي باعتبار أن إيران أفشلت مشاريعها الإرهابية في المنطقة وباعتبار أن إيران تدعم محور المقاومة وباعتبار أن إيران تمثل الداعم الحقيقي والأساسي للقضية الفلسطينية وتضعا على رأس أولوياتها .

مايلاحظ أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمانو أكد مجددا وفي خضم هذه التهديدات الأمريكية أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي مما شكل رافعة للموقف الإيراني فيما رفع الغطاء السياسي عن أية خطوة أمريكية مضادة لإيران .

ومما يجب التركيز عليه في أي تحليل لاستعراض ترامب عضلاته أمام إيران هذه الحقائق :

-أن السياسة الأمريكية لا يقرها الرؤساء، فأصحاب الثروة هم من يضع هذه السياسة التي ينفذها الرؤساء مع مجال ضيق للمناورة.

-لا أوباما كان طيبا مع إيران ولا ترامب يكره إيران، فالمدى الذي يمكن أن تصله القوة الأمريكية هي التي تحدد العلاقة مع إيران.

-الاتفاق النووي ما كان ليرى النور لو كانت أمريكا تستطيع تدمير البرنامج النووي الإيراني.

-الاتفاق النووي سيبقى نافذا مهما هرج ترامب وفريقه المتطرف، لأنهم لا يملكون بديلا عنه.

-الشيء المهم الذي فات زعماء بعض دول مجلس التعاون هو أن ترامب سمسار ويسعى لسرقة نفطهم وأموالهم، وعملية السرقة هذه تحتاج إلى ظروف لا تعكر صفوها الحروب، فمن المستحيل على ترامب أن يسرق نفط المنطقة بينما هو يهاجم إيران.

-ترامب يعرف ومن قبله أوباما وكذلك بوش، أن المنطقة لن تكون كما كانت لو تجرأت أمريكا على مهاجمة إيران، لذلك سيبقى التهديد الأمريكي محصورا بالعقوبات الأحادية والحرب النفسية فقط.

-إيران اليوم ليست إيران ما قبل الاتفاق النووي، فهناك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، كل هذه الدول تؤكد على ضرورة  التعامل الاقتصادي والتجاري والسياسي مع إيران، ورفض التبعية للسياسة الأمريكية إزاء إيران، لاسيما بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة النووية أكثر من مرة على التزام إيران بالاتفاق النووي.

-أوروبا وروسيا والصين، لم تعد تقتنع بالرؤية الأمريكية المتصهينة إزاء إيران والعالم أجمع، لاسيما بعد وصول ترامب سمسار العنصرية والخوف إلى البيت الأبيض.

-إذا كانت أوروبا وروسيا والصين ترفض العقوبات التي تحاول أمريكا فرضها على إيران، فهذه الدول ستكون أكثر رفضا إذا أرادت أمريكا مهاجمة إيران.

وبالتالي فإننا إمام تحركات أمريكية جانبية تحاول مواجهة إيران عن طريق إجراءات اقتصادية أو تامرية ولكنها بالمحصلة ستذهب أدراج الرياح وأن أمريكا ستكون الخاسرة جراء تلك الإجراءات التي سترتد عليها في قابل الأيام .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد