آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جهاد العيدان
عن الكاتب :
كاتب عراقي

الإسرائيليون يعلنون حملة دبلوماسية لدعم برزاني


جهاد العيدان

لم يسلّم الإسرائيليون بما ألت إليه انتكاسة قوات مسعود برزاني في شمال العراق بل أعلنوا حملة دبلوماسية واسعة دعما لرئيس إقليم كردستان العراق المنتهية ولايته مسعود البارزاني ضدَ الحكومةِ العراقية وقرارِها بفرضِ الأمنِ والقانونِ في المناطقِ المتجاوز عليها من قبل المتمردين الكرد واعترف نتنياهو انه قام بعدة اتصالات مع روسيا وألمانيا وفرنسا بعدم ترك الأكراد لمصيرهم الحالي ومنع المزيد من التقهقر لأوضاعهم وحالتهم السياسية والعسكرية بل وذهب الصهاينة أكثر عندما طلبوا من واشنطن توجيه كل ضغوطاتها من اجل كبح تحركات القوات العراقية في كركوك وبالقرب من أربيل وهذا ماعكسته تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركيّة هيذر نويرت التي دعت  الجيش العراقي أن يحدّ من تحرّكاته بالقرب من كركوك معبرة عن  قلق الخارجية الأمريكية مما وصفته أعمال العنف في شمال العراق هذا في وقتٍ اعترفتْ فيه سلطاتُ أربيل أنّ قواتِها استَخدمتْ أسلحةً غربية في مهاجمةِ القواتِ الاتحادية في بلدةِ التون كوبري كما أشارت إلى وجود دعم أمريكي لها وتأكيدات بعدم المساس بالبارزاني وعدم محاكمته كما دعت إلى ذلك قيادات ونواب عراقيين.أن المعركة الأخطر اليوم هي المعركة السياسية فرغم أن القوات الاتحادية سجلت انتصارات مشهودة على التغول الكردي في كركوك والمناطق الأخرى شمال العراق إلا أن الإسرائيليين يبدون أكثر تعلقا بالكرد من أجل إخراج مخططهم التقسيمي للعراق الذي يتهمون إيران بإفشاله وقد أوعزوا إلى ترامب لأن يكون رأس الرمح بهذا الشأن .

وفي نفس السياق أشار الخبير العسكري العراقي وفيق السامرائي بأن أجهزة المخابرات الكردية التابعة لمسعود البرزاني مخترقة بواسطة المخابرات الإسرائيلية وتعمل بشكل فعال لتشديد الأزمة ودعم الانفصال، كما وأن السعودية وعن طريق ثامر السبهان تقوم بالتدخل وتأزيم الأوضاع بشكل أكبر في سبيل شق الوحدة الوطنية وتمزيق الأرض العراقية ودق أسفين الفرقة والنزاع بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم.

ولعل أشمل التقارير الحديثة ما نشرته «يديعوت أحرونوت»إذ قالت إن الشركات الإسرائيلية بنت في منطقة صحراوية نائية في شمال العراق موقعاً سرياً يتخذ الرمز (Z)، يستخدم لأغراض تدريبية. وأضافت إنّ وحدات من قوات النخبة الإسرائيلية بدأت عملياً التدفق إلى شمال العراق عام 2004 عبر الحدود التركية، حيث كانوا يتظاهرون بأنهم مهندسو طرقات وخبراء زراعيون. بقي الأمر يجري على هذا النحو إلى أن أدرك الأكراد أنّ الاستخبارات الإيرانية كشفت الموقع Z، وخشوا من أن تختطف بعض الإسرائيليين، ويتحول الأمر إلى فضيحة، فأغلقوه. هناك أيضا التقرير الشهير لسيمور هيرش في «نيويوركر» في حزيران 2004، الذي أكد أنّ الإسرائيليين يدرّبون وحدات الكوماندوس الكردية، ويقومون بعمليات سرية في المناطق الكردية في سوريا وإيران. ومن المؤشرات على العلاقات الحميمة التي تربط الأكراد بالإسرائيليين صدور مجلة «ئيسرايل ـــــ كورد» (إسرائيل ـــــ كرد) في كردستان ويقول وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، آفي ديختر، في محاضرة عن الدور الإسرائيلي في العراق بعد احتلاله عام 2003، لقد حقّقنا في العراق أكثر مما خطّطنا وتوقعنا، مشيراً إلى أنّ ذروة أهداف إسرائيل هي دعم الأكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الأمنية لتأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان. ويضيف إنّ هناك التزاماً من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك إلى خط IBC سابقاً عبر الأردن، وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن، وجرى التوصل إلى اتفاق مع القيادة الكردية، وإذا ما تراجع الأردن، فهناك البديل التركي، أي مدّ خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى في كردستان إلى تركيا .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد