آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جهاد العيدان
عن الكاتب :
كاتب عراقي

إيران تهدد بخيارات بديلة لمواجهة مسرحيات ترامب الهزلية


جهاد العيدان

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يمسك بمصير الاتفاق النووي الإيراني عبر قراراته الهزلية التي تخالف نص وروح الاتفاق أولا والإجماع الدولي عليه ثانيا فترامب وفي خطوة متوقعة أقرَّ تمديدَ تعليقِ إجراءات الحظر على إيران بموجبِ الاتفاقِ النووي، فيما أصدرتْ وزارةُ الخزانة الأميركية  إجراءاتِ حظرٍ جديدةٍ على طهران بذريعةِ انتهاكِ حقوقِ الإنسان وبرنامجِها الصاروخي.

وشملتْ إجراءاتُ الحظرِ الجديدة أربعةَ عشَر شخصاً ومؤسسةً إيرانية بينَهم رئيسُ السلطةِ القضائية في إيران.

وأكدَ ترامب تمديدَ رفعِ إجراءاتِ الحظرِ المرتبطةِ بالاتفاق النووي مع إيران ولكنهُ قال إنَّ هذا التمديدَ هو الأخير مالم يتم رفع ما اسماه بالعيوب والثغرات التي تعتري الاتفاق النووي مع إيران . كما تحدث ترامب عن ضرورة إيجاد تعديلات في الاتفاق النووي وهي محاولة لإعادة المفاوضات حول النووي إلى المربع الأول , من جانبها اعتبرت إيران أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشان تعليق الحظر الأميركي المفروض على طهران يخالف بنوده وأعادت التأكيد على أنه لا يمكن إعادة التفاوض بشان الاتفاق النووي وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على موقع “تويتر” أن قرار ترامب يرقى إلى حد محاولة يائسة لتقويض اتفاق قوي متعدد الأطراف وأكد ظريف أنه يتوجب على الولايات المتحدة بدلا من تكرار كلامها السابق أن تبدي الالتزام الكامل بالاتفاق كما تفعل ذلك إيران.

وكان الإمام الخامنئي وصف تصريحات وتهديدات ترامب لإيران بالهزلية ووصف ترامب بعدم الاتزان، وتوعد بالرد على هذه المسرحيات الجنونية كما أكد الإمام علي الخامنئي بأن الشعب الإيراني لايمكن أن يقف مكتوف الأيدي تجاه تدخلات وتهديدات واشنطن لبلاده كما تحدث أكثر من مسؤول إيراني عن خيارات عديدة لطهران جاهزة على الطاولة للرد على سياسات واشنطن بالوقت والظرف المناسب .

هذا في وقت اجمع الاتحادُ الأوروبي ودولٌ أوروبيةٌ ثلاث هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا على دعمِ الاتفاقِ النووي وحقِّ إيران بالاستفادةِ من امتيازاتِه الاقتصادية.

المراقبون توقفوا أمام تصريحات ترامب التي اعتبر هذه الإجراءات هي الأخيرة وأنها تستمر لأربعة أشهر وسخروا منها لأن ترامب ومع كل تجديد لإجراءات الحصار على إيران يزعم أنها الأخيرة ولكنه يتراجع عن قراره بالانسحاب كل مرة حيث أن أي قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي هو قرار خطير ويخالف القوانين والقرارات الدولية كما أنه يضع الولايات المتحدة في عزلة دولية خاصة وأن الأوروبيين كانوا متجاوبين مع الاتفاق النووي لدرجة أن إيطاليا فتحت خطا ائتمانيا لإيران هو الأول من نوعه لإحدى الدول الأوربية .وبالتالي فأن قرار ترامب يبقى مصدر إدانة للإدارة الأمريكية باعتبارها لاتلتزم باتفاقياتها وعهودها ولايمكن الوثوق بها من قبل المجتمع الدولي بل ستكون مصدر تهديد للأمن والسلام الدوليين في وقت أكدت طهران التزامها بالمواثيق والقرارات الدولية وإنها موضع ثقة دول العالم وهذا ما عكسته المواقف الأوربية الأخيرة .كما أن قرار ترامب الأخير كان يشي بفشل واشنطن في تنفيذ المؤامرة الشريرة ضد النظام الإسلامي في إيران حيث استطاع الشعب بوعيه إفشال مؤامرة الشغب التي كانت تقف وراءها جهات استخباراتية دولية وفي الطليعة واشنطن .

من هنا قرأ المراقبون موقف ترامب من الاتفاق النووي بأنه دليل على تهور في السياسة الأمريكية أولا ودليل على فشلها في معالجة القضايا الدولية بالشكل السليم والقانوني .

ومع كل هذه الاسطوانة المشروخة تبقى الجمهورية الإسلامية تدافع عن الاتفاق النووي باعتباره وثيقة دولية معززة بتوقيع أممي عليها كما أنها تدرك هزالة التهديدات الترامبية التي تفضح سياساته وتعري عدم خضوعه للالتزامات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن طهران ترصد خطوات أميركا ولن تسمح لحكومة ترامب بانتهاك الاتفاق النووي على حساب إيران  وحذر أميركا من مغبة نكث عهودها، مؤكدا أنها ستؤول إلى العزلة في هذه الحالة.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/01/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد