آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

لا نلومها بل نلوم من مكنها لشتم شعبنا

 

هاني الفردان

ربما تكون أسوأ الفترات التي تمر على تلفزيون البحرين، فبقدر العيوب التي كان التلفزيون الرسمي يحملها طوال الفترات الماضية، إلا أن حاله حالياً رغم مساحيق التجميل للإيحاء بتغيره لم تجدِ نفعاً.

أن يصل بتلفزيون البحرين، أن يسيء للشعب البحريني كافة، وبلا رادع، وبلا خجل أو حياء، فإن ذلك بلغ حداً من "الوقاحة" العلنية، التي تستوجب الحساب، ولكن ليس لدينا مجلس نيابي حقيقي كمجالس بلدان العالم الذي يقيم الدنيا ويقعدها حفاظاً على كرامة المواطنين.

لا نلوم طفيليات المجتمع على إهانتهم لشعب البحرين المعروف برقيه، وخلقه، وثقافته، وعلمه، وتحضره، بل نلوم من مكن مثل هؤلاء بأن يكون لها منبر ومساحة تشتم فيها شعبنا العظيم والكريم، شعب يشار له بالبنان في كل مكان.

طبيعي أن من يهين شعباً يدعي انتماءه له، فهو يكشف حقيقة واقعية بأن ذلك الإنتماء ليس صادقاً، بل مربوطاً بمنافع نعرفها ويعرفها الجميع.

شعب البحرين مكرم عن وصفه بـ"موكلي"، فشعبنا ليس همجياً، ولا متوحشاً، وليس كما يقال بلا "سنع".
أجدادنا وآباؤنا رغم بساطتهم وفقرهم، إلا أنهم كانوا ذوي خلق وعلم، وأمجاد، كانوا يقودون تاريخ المنطقة، وكانوا رافداً من روافد العلم والتقدم، فتاريخنا شاهدٌ على ذلك، واجيالنا لا زالت ترفد هذا البلد بكل ما هو ممكن ومتاح رغم تضييق الخناق عليه.

معيب جداً أن يهان شعب البحرين من على تلفزيون الدولة الرسمي، معيب جداً صمت المعنيين، ومعيب عدم وجود رد فعل رسمي يحفظ كرامة الإنسان البحريني، ويعيد له مكانته وقدره، معيب أن يستمر من سب شعبنا وأهانه بالظهور على تلك الشاشة، ومعيب عدم محاسبته.
من تلفظ بتلك الألفاظ على شعبنا معروف لدينا ومكشوف لدى فئة كبيرة من المواطنين بأنهم من "المتسلقين" والصاعدين على أكتاف الأزمات، والمستفيدين من تأزيم الأوضاع وغير ذلك.

ولكن ما يهمنا أن مثل هذه أصبحت عارية أمام المخدوعين بها، فهم أصبحوا "موكلي" وبلا "سنع".
المعروف عن موكلي أنه يعيش في الغابة ويجيد التسلق، ولذلك شعبنا يعرف جيداً من تسلق على ظهره ووصل، ومن حول البلد لغابة استفاد منها بلا حق، ومن قدم أبناءه لمناصب بلا مؤهلات وبلا مقدمات، وشعبنا يعلم من فقد السنع، وتبرأ حتى من أصوله وغير مسمياته.

نعلم ويعلم شعبنا الكريم أن بينه من يعيش على الفتات، ويقتاتون على الأزمات، وأنهم يسيئون للناس لأنهم يعلمون بأنهم فوق العقاب والحساب.

إهانة شعب البحرين بأكمله حادثة لتعرية حقيقة هؤلاء، ولفضح نواياهم، ولتبين ما إذا كان القانون يطال الجميع أم هو على ناس وناس.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/01/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد