آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

علاوة هوز وقوطي لكل مواطن


هاني الفردان

ليس الأمر مستغرباً، وليس مضحكاً، ولا غير متوقع، أن يخرج النواب عن ما يهم البلاد والعباد، ويتجهون لنقاش القشور، والسطحيات، ويشغلون أنفسهم بما لا يغير من حال هذا الوطن.

مشاكلنا معقدة، وأزماتنا متعددة، فالوطن يصرخ من كل جانب، شعب يعاني مثقل الهموم، مختنق، مسلوب الإرادة، جيبه أصبح “مشقوقاً” وكل من احتاج وضع يده فيه ليأخذ منه رغم قلة ما لديه.

حكومة عاجزة عن إيجاد حلول حقيقية لأزماتها المالية والسياسية، فكلما تقدمت الأيام ساءت الأوضاع، وتزايد الدين العام، وتوجهت لفرض المزيد من الرسوم والضرائب على الناس.

مجالسنا التشريعية، منشغلة في نقاش ما لا يناقش، وفي طرح ما هو غير متوقع، وفي الحديث عن الهوامش، والقضايا المضحكة.

في العام 2018، أصبحت قضية مياه المكيفات من أهم القضايا الحساسة التي تشغل بال السلطة التشريعية، فأخذت من وقتهم الكثير حتى أصبح المجلس منقسماً على ذلك، فيما ارتفعت الأصوات واشتد الكلام و”حمي الوطيس” بين مؤيد ورافض!

“مياه المكيفات” آخر ما كان يتوقعه الناس أن يكون مثار جدل، بل ذهب لأكثر من ذلك بفرض مخالفة مالية تصل لـ300 دينار.

ليس ذنبنا أن نائباً تضررت سيارته، أو “داعوس” فريجه به 20 مكيف “يلغلغ” المكان بالمياه، فهذا ليس همنا، وبإمكان النائب الكريم أن يوفر لفريجه أهواز وقواطي صبغ (على حد قوله) للحد من اللغلغة التي تسببها المكيفات، وأن ينشغل المجلس في حل قضايا الصرف الصحي للناس بدلاً من العتب على المكيفات، وأن يوفروا للناس المنازل الحديثة، بدلاً من تركهم في منازل آيلة للسقوط، وأن يحسنوا من أوضاعهم المعيشية لينتقلوا من حالة العازة والمكيفات المترهلة لوضع أفضل من ذلك.

نقترح على مجلس النواب بدلاً من إضاعة وقتهم فيما لا يفيد الناس، أن يقترحوا على الحكومة بدلاً من تحسين البنية التحتية والصرف الصحي، صرف علاوة “هوز وقوطي” لكل مواطن لديه مكيف يسرب مياهه في الطريق العام!
مخجل أن يصل الحال لهذا المستوى من القضايا والنقاش، فمثل هذه المواضيع والمشاكل لا تناقشها سلطة تشريعية ورقابية تضع لنفسها مكانة، وتقدر وقتها وتحترم شعبها.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/01/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد