آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

#بصوتك_تقدر


هاني الفردان

منذ فترة طويلة والناس تستخدم وسم (هاشتاق) #بصوتك_تقدر ، وهو الوسم الذي أطلقته الحكومة قبل إنتخابات 2014 لتحفيز الناس على المشاركة في ظل دعوات المقاطعة التي تبنتها المعارضة وطيف كبير من الشارع البحريني.

مع دخولنا العام الرابع على “برلمان 2014″ أصبح هذا الوسم مساحة لـ”السخرية” و”التهكم” وانتقاد أداء السلطة التشريعية وبالخصوص مجلس النواب.

الحكومة أطلقت في 23 سبتمبر 2014 هذا الوسم (بصوتك تقدر) وبحسب أهداف تلك الحملة فإن ذلك “ينطوي على فكرة رئيسية تتمثل في أهمية صوت الفرد الحر المنطبقة عليه شروط ممارسة الحقوق السياسية في صنع مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية وإحداث التغيير الإيجابي المنشود، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية (…)”.

في ظل المعركة السياسية بين المعارضة والحكومة ودعوات المقاطعة والمشاركة، تم مخاطبة التيار “المشارك” بأن صوته “الحر قادر على اختيار المرشح الأكفأ، وقادر على خلق مجلس نواب ومجالس بلدية قوية وجديرة بأن تنقل كافة تطلعاته ورؤاه عبر القنوات الرسمية لتجد تلك التطلعات النور بتنفيذها (…)”.

جسدت الحكومة ذلك الشعار عبر شخصية كارتونية عبارة عن صندوق انتخابي ويحمل ملامح بشرية متفائلة وسعيدة، وأطلق على تلك الشخصية اسم “تقدر”!

بعد أربع سنوات، اكتشف الناخب أن صوته الحر استطاع (تقدر) أن يأتي بمجلس نيابي هو الأضعف على مستوى الحركة البرلمانية في تاريخ البحرين، وبصوته استطاع أن يجلب على نفسه ويلات من المآسي والقرارات والتشريعات، وفي عهده دخلنا عالم الضرائب وفرض الرسوم على كل شيء، حتى بلغت المخالفات “مياه المكيفات”، التي أصبحت محل سخرية الشارع البحريني.

في عهد هذا المجلس النيابي والذي جاء تحت شعار “بصوتك تقدر” مررت الحكومة كل ما تريده من مشاريع وقوانين، بل تجاهلت المجلس في قراراتها، ولم تعره انتباهها حتى أصبح مجلس “آخر من يعلم” بالقرارات الحكومية!

شخصية “بصوتك تقدر” جسدت له الابتسامة والتفاؤل من أجل صناديق الانتخابات، وبعدها تحول ذلك التفاؤل لشؤم ونكد عاشه شعب البحرين مشاركين ومقاطعين على حدٍ سواء، بل أن جل المشاركين تحسروا وتحسفوا على صوتهم واختيارهم، وكيف ضاعت أحلامهم، وكيف ألبسهم النواب ثوباٌ جيبه مفتوح ليأخذ منه.

“بصوتك تقدر” كان شعاراً كارثياً على شعب البحرين، لذلك تحول لمساحة للسخرية، بعد أن كان فسحة أمل لدى البعض.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/02/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد