آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد الحي زلوم
عن الكاتب :
مستشار بارز لشؤون البترول منذ أكثر من 45 سنة. أنهى دراسته الجامعية الاولى والعليا في الهندسة والادارة من جامعات تكساس، لويزيانا، كاليفورنيا، و هارفرد في الولايات المتحدة بعد انهاء دراسته الثانوية في القدس. عمل في الولايات المتحدة واوروبا. كما ساهم في الاعمال التأسيسية للعديد من شركات البترول الوطنية العربية في الخليج والعراق وافريقيا،

أصبح النظام الرسمي العربي في نزعه الأخير وطلبت الولايات المتحدة من نواطيرها التعامل معها عن طريق الكيان الصهيوني فتهافتت الأنظمة المنهارة بطلب ود الأعداء.. هزلت وهزلوا

 

د. عبد الحي زلوم

قال الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد آفي بنياهو ، الذي كان ناطقًا بلسان جيش الاحتلال في صحيفة (معاريف) العبريّة، ، إنّ رئيس اكبر دولة عربية هو “هدية شعبه لإسرائيل”، لافتًا إلى أنّ تصدّي ذلك الرئيس للديمقراطية في بلده ضمن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة إستراتيجيّة للدولة العبريّة. كما أنه تمكن  من خنق  أهل غزة وتدمير أنفاقها والتضييق عليها بطريقة لم يتمكن حتى الكيان الصهيوني من تحقيقه.

كذلك كتب مركز بيغن للسادات أنه لم يعد السلام مع الفلسطينيين شرطاً لتحسين التعاون الإسرائيلي الخليجي . وكذلك استقبل وزير الاتصالات الإسرائيلي أميراً من أحدى العائلات الحاكمة في الخليج و كبير هيئة  علماء أحدى الدول العربية يفتي  بأن قتل الصهاينة حرام. وملك عربي يقول أن  المقاطعة الاقتصادية العربية هي خطأ كبير  ودولة  عربية أخرى تشتري أسلحة من الكيان الصهيوني مدفوع السعر من دولة خليجية لإرساله إلى خليفة حفتر لمساعدته في حربه الأهلية. هذا يعني أن النظام العربي الرسمي قد انهار فعلاً  وأن أصحابه يعانون سكرات الموت وأن استنجادهم بالكيان الصهيوني لإنقاذهم من غرف الإنعاش سيكون لعباً في زمنهم الضائع  حيث لا يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ سوى رب العالمين.

أكثر هذه الدول تماماً كالكيان الصهيوني هي  دول وظيفية أنشأها الاستعمار وتنتهي صلاحيتها بانتهاء  وظيفتها. كما انشأ الاستعمار دولاً افتراضية ليس لها أي مقومات الدول تنقرض متى انتهت وظيفتها في حين أن تلك الدول الوظيفية التي انتهت وظيفتها تبقى الدولة ويختفي النظام .

ما يهمنا هنا بيان نقطتان : أولاهما أن الدول الوظيفية لا تعطي شرعيةً للكيان الصهيوني لأنها فاقدة الشرعية أصلاً  وثانيهما لأن الارتماء في أحضان الصهيونية لن يفيد لأن المنطقة يعاد تخطيط حدود ووظائف تلك الدول وتحتاج إلى رؤس أنظمة بمؤهلات جديدة ووصف وظيفي جديد. عيّن الاستعمار وأهل من أرادهم قادةً لهذه الدول .

في بعض هذه الدول الافتراضية تمّ استيراد الحجر والبشر .شاءت الأقدار أن أواكب تصنيع هيكلية دولة أساسها قبيلة فأصبحت دولاً   تعداد بعضها لم يزد عن عشرين ألف مواطن وثلاثة أضعافهم من جنوب وشرق آسيا .  عندما أرسلتُ منتصف السبعينات من القرن الماضي أحد المهندسين من شركتي إلى هناك و سألته عند رجوعه عن أمور تلك الدولة فأجاب: ” وجدت ما بين الهندي والهندي  في هندي.” عين الاستعمار قادة تلك الدول فأصبح هو مرجعيتهم لتنفيذ أجندته وصاروا في واد وشعوبهم في واد سحيق أخر . والكيان الإسرائيلي ليس استثناء كونه دولة وظيفية .

 أحسن الدكتور عبد الوهاب المسيري في وصفها حينما كتب : “أسست إسرائيل ككيان وظيفي لتحقيق مصالح الغرب في وطننا خاصة والعالم عامة … وحل  المسألة اليهودية في أوروبا وذلك من خلال تدعيمها بمرجعيات دينية لإقناع الشعوب الغربية بضرورة قيام إسرائيل باعتبارها حقاً تاريخياً ودينياً لليهود … مع إن زعماء الحركة الصهيونية كانوا من الملاحدة الذين لا ينتمون إلى الدين اليهودي إلا بالاسم “.

عند تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين سنة 1948  كانت نسبة اليهود من عدد السكان 31% وكان عددهم 650000 . ولو علمنا أن عدد موظفي شركة وول مارت Wal Mart  يساوي حوالي 2,100,000 أي أكثر بــ 320% من عدد سكان الكيان الصهيوني عند ولادته ودخل تلك الشركة العابرة للقارات يزيد عن الناتج المحلي كدولة مثل السعودية لتبين تفاهة كلفة إنشاء كيان كهذا أوكلت إليه مهمة إستراتيجية ليفصل ما بين دول آسيا وأفريقيا العربية ولمنع تحقيق الوحدة العربية واستنزاف الموارد الطبيعية للدول العربية. ولا يغُرنَك اليوم ناطحات سحاب تلك الدول الوظيفية والافتراضية ولا جيوشهم ولا بترودولاراتهم حتى لو أصبح بعضهم اليوم إمبراطوريات افتراضية لأن تلك الكيانات  سيتخلى عنها مشغليها بعد أخذ غرضهم منها ..

تقوم الدول الافتراضية في وطننا العربي على أسس قبلية أو عائلية أو أثنية  أو دينية وهي منذ تأسيسها  بعد الحرب العالمية الأولى تقوم بوظائفها في خدمة من أنشأها خير قيام محققة مصالح الاستعمار لا شعوبها فخدمة شعوبها ليس من وصفها الوظيفي. وهذه الدول الافتراضية بعضها لبعض ظهير بالرغم من اختلاف دينها أو أثنيتها أو قوميتها لأن أجندتها وتعليمات مشغلييها هي الجامع بينها . لذلك لا عجب أن نرى دولة عربية إسلامية تنسجم مع دولة يهودية وتجعل من دولة إسلامية أو حتى  دولة جوارها العربية عدواً .

يتخلى الاستعمار عن (وكلائه ) متى استنفذ غرضه منهم . ليس للأباطرة أصدقاء ولا صداقات. مات ماركوس في منفاه، وضاقت الأرض بما رحبت لقبرٍ يـُوارى به جثمان شاه إيران والتي رفضت الولايات المتحدة بالسماح بدفنه هناك . جنـّدت الولايات المتحدة ألوف المتطوعين البسطاء ليجاهدوا معها ضد الكفار السوفييت في أفغانستان أو في سوريا . وبعد أن قـُضي الأمر، أين أصبح هؤلاء؟ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر في غوانتنامو! ثم أين هو سوهارتو؟ وأمـّا مانويل نورييغا فلقد بدأ حياته مخبراً ثم عميلاً من الدرجة الممتازة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث أوصلته إلى حكم جمهورية بنما. وعندما استوفت غرضها منه خلعته وأخذته سجيناً رقمه 41586 في أحد سجون ميامي الفيدرالية بولاية فلوريدا إلى أن توفي في منفاه…  لكن يبدوا أن زعماء النظام العربي يعملون وفق ما قاله العرب : اليوم خمر وغدا أمر .

هدف الغرب كان وما زال من وكلائه هو منع قيام وحدة عربية بأي شكل من الأشكال. والغرب محقٌ في خشيته. أفضل ما يعبر عن نتائج الفرقة العربية الكارثية هو ما جاءني في فيديو  لو اعتمدنا أرقامه يتبين كم هي خسارتنا نتيجة فرقتنا وعدم وحدتنا  ودعني آخذ بعض الأرقام كما جاءت في هذا الفيديو  وعنوانه (ماذا لو اتحد العرب؟)

 سيكون :

إجمالي الناتج المحلي 5 تريليون و 999 مليون دولار سنويا ما يجعل الدولة العربية الموحدة في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبي
المساحة الإجمالية بالمرتبة التالية بعد روسيا الاتحادية.
عدد السكان سيحتل العرب المرتبة الثالثة في عدد السكان بعد الصين والهند.
الجيش العربي بناء على الإحصائيات الحالية سيكون من 4 ملايين جندي و9 آلاف طائرة حربية و 4 آلاف طائرة هليكوبتر و19 ألف دبابة و51 ألف سيارة حربية .
الأراضي السودانية ستنتج 760 مليون طن من القمح و370 مليون رأس ماشية و410 مليون  رأس من الخراف و 850 مليون دجاجة في العام الواحد .
ليبيا :إذا غطينا ب 80% من صحراء ليبيا لخلايا شمسية فإن هذا سيكفي انتاج20 مليون ساعة جيجا وات يكفي احتياج الكرة الأرضية بالكامل من الكهرباء .
إنتاج اتحاد الدول العربية من النفط سيكون 24 مليون برميل يومياً وهو ما يعادل 32 بالمئة من الإنتاج العالمي .
قيمة الزكاة وهي 2.5%على الأموال المحفوظة دون تشغيل بتطلع 29مليار دولار سنوياً وهذا يكفي لبناء 25 مدينة يقطن بها25 مليون إنسان عربي .

أخيراً :
الحضارة العربية الإسلامية كانت حضارةً توحد ولا تفرق وكانت ملكاً لمنتسبيها لأنها حضارة جامعة . هل يا ترى هذا هو السبب الذي يقوم الغرب بحملة مجنونة    ضد هذه الحضارة تحت مسميات مختلفة باسم الحرب على الإرهاب مع أن استعمارهم قام على الإرهاب وما زال  ؟

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد