التقارير

تقرير خاص: ثورة شعب #البحرين.. مستمرة حتى النصر


مالك ضاهر ..

يحيي الشعب البحريني في الداخل والخارج الذكرى السابعة لثورة 14 فبراير في العام 2011 وما تبعها من اعتداءات قامت بها السلطات التابعة لنظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مختلف مناطق البلاد وبالتحديد في منطقة دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة يوم 14 فبراير/شباط من العام 2011، حيث اعتدت هذه القوات بالتعاون مع قوات درع الجزيرة على المعتصمين والمتظاهرين السلميين الذي نزلوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم المشروعة وبالإصلاحات الضرورية في نظام الحكم والقوانين والدستور وتغيير الممارسات المنتهكة للحقوق والحريات، بالتزامن مع انتشار موجات ما سمي بـ"الربيع العربي" في أكثر من دولة عربية.

ولم يتورع نظام البحرين في الاعتداء بقسوة وعنف مفرط على المدنيين العزل ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح من دون أن يرف جفن للملك البحريني وحاشيته ممن كانوا يقفون ضد بعض الأنظمة العربية التي كانت تواجه شعوبها وترفض تقديم التنازلات لهم، وضرب النظام البحريني بعرض الحائط كل القوانين الدولية والاتفاقيات وكل ما يقال عن حقوق إنسان واستمر في نهجه التسلطي على البحرينيين من دون تقديم أي حقوق أو فتح باب للحوار السياسي الحقيقي الذي يؤدي إلى إحداث إصلاحات أو تغيير في بنية النظام والسلطة الممسوكة من قبل بعض الأشخاص منذ عشرات السنين ويتم توريثها من دون وجه حق للابناء وكأنها قطعة أرض مملوكة ملكية خاصة.

أداء النظام.. ومنجزات الثورة

لكن اليوم بعد 7 سنوات على حصول مجزرة دوار اللؤلؤة وانطلاق ما عرف بالثورة البحرينية أين أصبحت هذه الثورة وماذا حققت؟ وأين يتجه مسار حقوق الإنسان في ظل استمرار النظام البحرين في ممارساته؟ وأي نهج سلك هذا النظام بوجه الشعب ورموزه والمعارضة في البلاد في ظل الرعاية السياسية والأمنية والعسكرية التي يحظى بها نظام المنامة من قبل المملكة السعودية ومن قبل الإدارتين البريطانية والأمريكية؟
   
الأكيد أن النظام البحريني لم يتراجع قيد أنملة خلال السنوات الماضي وهو زاد من ممارساته التعسفية ضد مختلف مكونات الشعب البحريني وركّز استهدافه للمكون الشيعي ونكّل برموزه الدينية والسياسية وعمل على استهداف شعائره الدينية، فتعمد قمع الحريات الدينية والمدنية وعمل على منع صلاة الجمعة في عموم البلاد ووصل به الحد لمنع الآذان في بلاد يفترض أنها إسلامية، ومارس كل صنوف الاضطهاد المعنوي والسياسي والبدني ضد المواطنين والقيادات المعارضة لسياساته وللرموز الدينية ولعلماء الدين الذين تصدح حناجرهم بكلمة الحق أيا كانت نسبة جور الحاكم بوجهه.

السلطة تضرب خبط عشواء..

وفي سبيل ذلك سخّر النظام كل الوسائل والأجهزة في البلاد للوصول إلى أهدافه ولممارسات انتهاكاته ومنها السلطة القضائية التي استخدمها لإصدار قرارات كثيرة بالسجن والإعدام وإسقاط الجنسية وإبعاد مواطنين بحرانيين أبا عن جَد ومصادرة أموال فريضة الخُمس لدى أتباع المذهب الشيعي، وفرض الإقامة الجبرية على أبرز رمز ديني للبحرينيين ألا وهو الشيخ عيسى قاسم الذي يواجه مخاطر السجن والإبعاد بناء لأحكام صادرة عن سلطات النظام القضائية، وشدد النظام البحريني سطوته الأمنية ونفذ اغتيالات عديدة بحق مواطنين أبرياء وألبسهم تهما ما أنزل الله بها من سلطان سواء خلال عمليات دهم واعتقالات باتت اعتيادية للبحرينيين أو داخل السجون ومنها سجن جو سيء الصيت أو حتى عبر إلصاق التهم ببعض المحكومين بأنهم يتواصلون مع جهات خارجية لزعزعة استقرار البلاد في محاولة للتحريض على الثورة البحرينية والنشطاء وللإيحاء وخداع الرأي العام أن بعض الدول لا سيما إيران تتدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، وكلها مسائل وألاعيب باتت مكشوفة أمام الجميع في الداخل والخارج ومن يلزم الصمت هو إما خائف أو متواطئ نتيجة مصالح سياسية معينة مع النظام البحريني أو من يرعاه إقليميا ودوليا.  

تطور وتنوع العمل المعارض.. وثبات الموقف

بالمقابل تطور العمل السياسي المعارض في البحرين واستمرت المسيرات اليومية في مختلف المدن والقرى البحرينية، وبرزت توجهات وآراء عديدة داخل المعارضة، منها من دعا إلى الانتقال للعمل المقاوم المسلح لرفع الظلم الذي يبديه النظام دون هوادة وانتزاع الحقوق غصبا عن رأس هذه السلطة خاصة بعد التمادي في سفك الدماء وهتك الأعراض وحرمات المنازل والمساجد والحسينيات، بينما هناك فريق وازن في المعارضة البحرينية لا يزال يؤيد إتباع نهج السلمية لانتزاع الحقوق وعدم السير باتجاه يريده النظام نفسه ألا وهو حمل السلاح، لأن هذا النظام يتحين الفرصة لانتشار السلاح في أيدي الناس كي يزيد من فتكه وقتله لكل المعارضين والمدنيين الأبرياء تحت حجة أنه يواجه نزاعا مسلحا واعتداء على القانون والدولة وغيرها من المخططات والتهم المجهزة لإطلاقها في الوقت المناسب.

ولكن بكل الأحوال فإن البحرينيين بكل أطيافهم وحركاتهم وتياراتهم يجمعون على مواصلة ثورتهم بكل الأشكال الممكنة وكل حسب قناعاته وأساليبه، والجميع أيضا يجمع على ضرورة الوصول للأهداف المرسومة ومنها الإطاحة بنظام حمد بن عيسى آل خليفة وإجراء تغييرات جذرية عليه وإيصال الحقوق لأصحابها وإيجاد الجو الايجابي الذي يتناسب مع الحريات والحقوق ويتلاءم مع قيم الشعب البحريني الاجتماعية والأخلاقية والدينية والفكرية، لا كما يسعى البعض في دول الإقليم لإطلاق العنان لحريات غربية وغريبة عن قيم مجتمعاتنا والقول أنها انفتاح وحرية بينما هي في الواقع ضرب لمفاهيم وقيم المجتمع وأعراف الآباء والأجداد.

وفي سبيل كل ذلك أجمعت القيادات البحرينية على الثبات والصمود بوجه النظام وممارساته أيا كانت ومهما اشتدت، وهم في ذلك واثقون من الوصول إلى أهدافهم وأن احتاجت فترة من الزمن لأنه في النهاية أثبتت التجارب أنه لا يصح إلا الصحيح، ونحن اليوم في العام 2018 لا مجال لإخفاء الظلم والاضطهاد كما كان يجري منذ عشرات السنين أو في القرون الماضية، بل أن البحرينيين يؤكدون أنهم راكموا خلال كل الفترة الماضية خبرة سياسية وعملية وكسبوا التفافا وتضامنا من كل الأطياف في الداخل والأحرار في العالم، وكل ذلك زاد البحرينيين ثقة وقناعة بثورتهم المستمرة حتى النصر.

أضيف بتاريخ :2018/02/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد