آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

إسقاط مقاتلة الكيان.. بداية مرحلة إستراتيجية جديدة أم مجرد تصفية حسابات روسي أمريكية؟

 

د. نبيل نايلي

“إنّه يوم تحوّل استراتيجي في قواعد الاشتباك على الجبهة الشماليّة..هذا اليوم ما زال بعيدًا عن الانتهاء”! روني دانئيل، مُحلّل الشؤون العسكريّة في شركة الأخبار الإسرائيليّة.

للمرة الأولى يعلن فيها الجيش الاحتلال منذ فترة طويلة -ثلاثون عاما بحسب صحيفة هآرتس-  إسقاط الدفاعات السورية مقاتلة اف16 التي أصابها صاروخ “سام-5 / S-200 ” المضاد للطائرات وأعطب أخرى ف15 اضطرت للنزول.

 موقع Aviation Analysis Wing المختص في شؤون الطيران عن تقارير إعلامية تأكيدها أن المقاتلة الإسرائيلية أسقطت بمنظومة الدفاع الجوي “إس-200” سوفيتية الصنع، والتي تم تصميمها منذ ستينيات القرن الماضي، فما بالك بالأس300 والأس 400؟

 الكيان الصهيوني سارع إلى الاعتراف بإسقاط الدفاعات الجويّة السوريّة مُقاتلة حربيّة من سلاح الجوّ الإسرائيليّ، في تطوّرٍ جديدٍ، مع التشديد على أنّ الطيارين الاثنين، تمكنّا من ترك الطائرة التي سقطت في عمق الكيان في حين ظلّ الإعلام العربي المهزوم يكابر ويعيد رواية ممجوجة، فكان صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم! وكابر حين اعترفوا!

رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو الذي يتصل بإلحاح بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، “مُستجديًا، احتواء المَوقف، ومُؤكّدًا أن إسرائيل لا تُريد حَربًا مُوسّعة،

تقارير العدو لفتت إلى “وجود تباين في الآراء بين نتنياهو وبين قادة المؤسسة الأمنيّة-العسكريّة، وإنّ كبار الجنرالات في الجيش الإسرائيليّ عبّروا عن امتعاضهم الشديد من قيام نتنياهو بالتفرّد في اتخاذ القرارات، ومنحه الضوء الأخضر لهذا الهجوم”.

القُبّة الحديديّة التي صمّوا آذاننا بنجاعتها وتفوّقها كما صمّوا آذاننا بأسطورة “الجيش الذي لا يقهر”،  ثبت فشلها الذريع في التصدّي للصَّواريخ السوريّة، كما ستَفشل في التصدّي لصَواريخ المُقاومة التي ستَنطلق من جنوب لبنان، وجنوب فِلسطين، حال افتتحت جميع الجبهات.

زمن العَربدة الصهيونية أزف، وزمن التفوّق النّوعي العسكري ولّى إلى غير رجعة وثبت دون شك أن الأسطورة الصهيونية كذبة كبرى! وأنّ نتنياهو الذي كان يُحذّر اللبنانيين وحزب الله والسوريين والعرب، “إيّاكُم أن تختبرونا وجَيشنا” هو من يسارع الآن ولأول مرّة إلى العويل أنه “لا يريد التصعيد” وأن “الآخرين يلعبون بالنار”، أظنّ أن الرَّد غير المنتظر وصله وأفحمه.

متحدث باسم جيش الاحتلال “نحن ليس لدينا تواجد عسكري في سورية وإنما تواجدنا في هذا البلد استشاري حيث أن حضور الجيش السوري للدفاع عن أراضيه يكفي لذلك”.

لسنا نعوّل مطلقا على الجيش الروسي بأن يخوض حروبنا ولسنا نهلّل لـ”ثأره” من تسليم الأمريكيين المعارضة المسلّحة الخبيرة السياسية الروسية يلينا سوبونينا تعتبر أنه على “روسيا ألاّ تتخذ خطوات عاجلة لمنع تصعيد الصراع بين إسرائيل”، ولا لإيران وإنجازات جيشها.

نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، كان محقا وهو يقول مزهوّا : “إن إسرائيل اليوم باتت تسمع صوت جنود الإسلام عند حدودها” فالحزام الأمني الذي كانت توفره جحافل الجيل الرابع من الحروب ممن أغنوها عن حروبها وحققوا لها ما كانت تطمح له دون أن تطلق رصاصة واحدة باتوا يندحرون في أكثر من جبهة وما عادوا يوفرون لها حماية من لظى الصواريخ السورية! ووعيد سلامي :”على أمريكا وإسرائيل أن تنتظرا الهزائم والمصاعب، سنلاحقهم في كلّ مكان إلى أن يتركوا العالم الإسلامي وشأنه”، أظنه قد سُمع من قبل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين! وما تصريح وزير استخبارات الكيان كاتز أن الكيان الصهيوني”لدينا الوسائل لمعرفة كل ما يحدث في سوريا مثلما أثبتنا خلال هجمات السبت. تفوقنا الجوي تم الحفاظ عليه تماما” إلاّ الجعجعة التي لا ترى طحنا! و”الأخطبوط الإيراني” كما وصف وزير التعليم نفتالي بينيت إيران وأضاف فليتجرّأ ويحاول هو أو غيره “قطع رأسه “، كما يتوعد، بدلا “من القتال ضد أطرافه “!!

نتنياهو المتعهّد بـــ”التصدّي لمحاولات إيران التمركز عسكريا في سوريا وأن إسرائيل التي “تريد السلام”، ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها “وفق الحاجة”، في محاولة لنزع كلّ عن فضل عربي سوري عن اسقاط المقاتلة ونسبها لإيران التي أعلنت أنها عدم مسؤولية جيشها أو إلى الصواريخ والأسلحة الروسية والعودة للغة الوعيد والتهديد!

أما قول المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالواي عن أن وزارته “لم تشارك في هذه العملية العسكرية، وأن “إسرائيل أقرب حليف أمني لنا في المنطقة، ونحن ندعم تماما حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأراضيها وشعبها”، فمجترّ وإعادة وتكرار، ونظنّ أن درس سقوط مفخرة الصناعة الأمريكية وصله!

إسقاط الطائرة الصهيونية مهما كان –مصدر الصاروخ – هو عُنوان لمَرحلة جديدةّ، ومقدمة لـمُعادلة رَدع جديدة، يمكن أن تستهدف العُمق الكيان، وتكفي نظرة سريعة على تقارير وتحاليل خبراء العدو، لندرك حجم ذعرهم!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد