آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

هل باتت إسرائيل حبيبة العرب؟ المقايضة بالوهم… فلسطين.. من التسوية الشاملة إلى التصفية الشاملة!


 د. نبيل نايلي

“إنّ التهديد المشترك الإيراني أو الجماعات الإرهابية، هو التفسير لهذا التقارب الذي نراه اليوم بين إسرائيل وبعض الدول العربية”. شاي فيلدمان، وتمارا كوفمان.

أكدت مجلة “الفورين بوليسي، “Foreign Policy الأمريكية، أن “قضية فلسطين لم تعد القضية الأهم التي تشغل العرب، وأن الكثير من العرب باتوا يهرولون نحو إسرائيل، في إطار العداء المتنامي والكبير لإيران”.

شاي فيلدمان، Shai Feldman، وتمارا كوفمان، Tamara Cofman ، أوضحا في مقالة نشرتها المجلة الأمريكية تحت عنوان هل “صارت إسرائيل حبيبة العرب؟” أنه “بعد جولة قاما بها الكاتبان إلى الكويت والسعودية”، خلصا إلى “أن أكثر ما يثير الدهشة اليوم في العالم العربي هو أن إسرائيل لم تعد قضية خلافية، فلم نسمع بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلاّ مرة واحدة”، خلال الجولة.

كاتبا المقال اعتبرا أن هذا الأمر “يمثل تحوّلا دراماتيكيا لم يحصل منذ عقود، حيث كان العداء للكيان الصهيوني بمثابة القاسم المشترك للحكومات العربية المتصدعة”.

فيلدمان وكوفمان يريان أن التغيير الحقيقي من جانب العرب تجاه إسرائيل، يعزى إلى “إجابة أحد المثقفين العرب”، كان قد حضر مؤتمرا عقد الماضي، في جامعة براندايز، Brandeis، وجاء فيها عندما سئل: “متى ستقبل الدول العربية بالكيان؟”: “عندما يدركون أنهم سيكونون أفضل حالاً بوجود إسرائيل”.

المقال الصادر في مجلة “الفورن بوليسي” كشف أن المسؤولين في الكيان “يدركون جيداً أن أفضل الحالات التي تسمح لهم بعلاقات جيدة مع العرب، التي يأتي فيها الأمن في المقام الأول”.

وأوضح الكاتبان أن “التهديد المشترك الإيراني أو من طرف الجماعات الإرهابية، هو التفسير لهذا التقارب الذي نراه اليوم بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.

ولدى الدول العربية، كما يرى الكاتبان، العديد من الأسباب التي تجعلها تعتقد أن حالها سيكون أفضل بسبب وجود الكيان.

وتعتبر المجلة أن “الحدث الآخر المهم الذي شهده العقد الحالي، هو أن الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي باتت تستعين بالتكنولوجيا الأمنية للكيان في إطار حربها ضد “الإرهاب”، فضلاً عن حاجة تلك الدول إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز”.

هذا التقارب والتعاون بين دول عربية والكيان، نتج عنه انخفاض الاهتمام الرسمي العربي بالقضية الفلسطينية، رغم أن الخطاب الرسمي ما زال ملتزماً بها، “وهو ما يمثل شعوراً بالإرهاق لدى تلك الحكومات حيال القضية”، بحسب المجلة.

وأقرت المجلة “أن جزءا من هذا الشعور يعود إلى بالإضافة إلى “نفاد صبر الحكومات العربية من القيادة الفلسطينية غير الفعالة والمنقسمة” بعد سبعة عقود من الدعم العربي للفلسطينيين. وأن هذا الدعم لم يتحقق سوى القليل جداً من المكاسب.

وضربت المجلة مثل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس الذي لا تهتم به الحكومات العربية “إلا بمقدار ضيّق، فهي منشغلة باهتماماتها ومصالحها الضيقة”.

القضية الفلسطينية، القضية المركزية لمختلف الحكومات في المنطقة العربية وإيران، وُظّفت كـ”ورقة لتوسيع النفوذ والهيمنة الإقليمية، وتحولت الفصائل الفلسطينية إلى أدوات في هذا الإطار.“

كل هذه الأسباب والعوامل، أدّت حسب المجلة إلى تغيير دراماتيكي في موقف العديد من الحكومات العربية”، التي تحوّلت من حالة” العداء شبه المنتظم إلى إعادة النظر بشأن وجود الكيان في المنطقة.

حجم الاختراق –كما ترون- مفزع ومرعب، وإذا كان من فضيلة تُحسب لهذا “الربيع” العصي على قوانين الطبيعة فما بالك عن قوانين الفعل الثوري، فإنه يعرّي يوميا وبصفاقة شديدة ما كانت تمارسه سرّا نظم كنّا نصفها بالعمالة! كانت هذه النظم تقايض بقاءها بالتطبيع فما الذي تقايضه نظم “الشرعية الثورية”؟؟؟ هل يشفع لمن يصمّون آذاننا بسردية “الثورة والتغيير واستعادة الخيار والقرار والسيادة ومناهضة التطبيع، “مرحلتهم الانتقالية”؟

يا سادة، هذا المنطق لا يصادر فقط على مطالب واستحقاقات من تقدّموا قربانا للحراك الانتفاضي ثم هُمّشوا ذات انحرافه عن المسار، بل ينسف رقعة الشطرنج ببيادقها!!

ما الذي يمنع الآن نشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الكيان،  على حسابه في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نُسب للشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية قوله سابقاً، إن المظاهرات والاعتصامات ليست من عمل المسلمين “ولم تابع بالتاريخ الإسلامي” كما أنها من أمور “الكفار ولا يرضى بها الإسلام.”؟

من التطبيع الثقافي إلى التطبيع الغذائي إلى التنسيق الأمني فالتخطيط الإستراتيجي مع جنرالات العدو ، وتصفّي كرة التطبيع أثناء تدحرجها ما تبقّى من القضية وتلغي الصراع مع العدو المركزي وتعبّد الطريق لمشروع الأرخبيلات المذهبية والطائفية، لتذوب بعدها بلفح نار الفتنة التي تستعر في أكثر من ساحة في هذا الوطن المستباح، وتقيئ حملها السفاح: المناخ المناسب الذي سيكون فيه الكيان أكثر من الحليف! هل من صحوة؟

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/03/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد