آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد صادق الحسيني
عن الكاتب :
كاتب وباحث إيراني

مفتاح الحرب على سوريا في يد الروس وليس الأمريكان


محمد صادق الحسيني

أولا : أن الانتصارات الإستراتيجية التي حققها ويواصل تحقيقها الجيش العربي السوري وحلفائه، بمساعدة فعالة للغاية من قبل الدولة الروسية وقواتها المسلحة، هي التي أفشلت المشاريع الصهيوأمريكية التي كانت تهدف إلى تمزيق سورية وإسقاط دولتها الوطنية.

وهذا يعني أن المساعدة العسكرية الروسية كان لها دورا فعالا جدا في  الدفاع عن وحدة واستقلال وسيادة سورية على أراضيها كاملة وهو ما يعني دفاعا إيجابيا وفعالا عن أمن روسيا القومي الذي بات مرتبطاً بأمن واستقرار كلا من سورية وإيران والعراق.

ثانيا : وكما كان مفتاح الحرب والسلم في يد الرئيس بوتين، إبان أزمة الأسلحة الكيماوية المفتعلة في سورية، سنة ٢٠١٣، وكما أوقف الرئيس الروسي العدوان الأمريكي على سورية في عهد أوباما، بعد أن حشدت الولايات المتحدة أساطيلها الجبارة في المتوسط والتي بدأت بالتقرب من السواحل السورية استعدادا لبدء العدوان، نقول بعد كل ذلك ونتيجة قيام محطة رادار روسيا، في منطقة القوقاز، مختصة بمكافحة الصواريخ الإستراتيجية، بعد أن رصدت إطلاق أول صاروخين من مدمرة أمريكية في جنوب شرق أسبانيا وإسقاطها على بعد ثلاثمائة كيلومتر غرب ميناء طرطوس السوري، وبعد التدخل الحاسم للرئيس الروسي بمناورة إستراتيجية عظمى استطاع، من خلال مزاوجتها مع الحزم في اتخاذ القرار العسكري والسياسي وتنفيذها، استطاع وقف العدوان على سورية والحفاظ على السلم الدولي الذي هو مسؤولية الدول العظمى وفِي مقدمتها روسيا الاتحادية.

فأننا نعود ونقول الآن ما أشبه اليوم بالبارحة. فما حصل آنذاك يتكرر اليوم على المسرح السوري أيضا. فعلى الرغم من طبول الحرب التي تقرأها واشنطن، مرتكزة إلى نفس مسرحية الأسلحة الكيماوية التي تم عرضها عام ٢٠١٣ واستنساخها عام ٢٠١٨ وفِي نفس المكان ، أي في غوطة دمشق الشرقية، وعلى الرغم من المناورات الديبلوماسية الكبرى التي تديرها الولايات المتحدة في أروقة مجلس الأمن الدولي ، بهدف إدانة سورية بتهمة خرق القرار الدولي ٢١١٨ ، فأن الدولة الروسية ورئيسها المحنك سيتمكن برأينا من محاصرة العدوانية الأمريكية ولجمها عن الشروع في تنفيذ عدوان جديد ضد سورية وهو ما سبق وتم فعله كذلك   تماما بوجه العدوان الذي تم تنفيذه في شهر نيسان عام ٢٠١٧ على مطار الشعيرات ...!

وعليه نؤكد بأن ردود الفعل الروسية الموازية لحجم العدوان  الأمريكي الجديد من حيث قوتها وشدتها وحزمها، سواء تلك التي وجهت إلى إسرائيل أو إلى الولايات المتحدة، نقول أنه كان لهذه الرسائل عظيم الأثر في لجم التهور الأمريكي المتمادي، ما دفع بأخذ المواجهة ونقلها إلى مجلس الأمن الدولي بدلا من شرق المتوسط.

وما انخراط الولايات المتحدة في بحث العديد من مشاريع القرارات الروسية والأمريكية في مجلس الأمن إلا تعبيرا عن محدودية القوه الأمريكية، على الرغم من هدير طائراتها وضجيج مدمراتها في البحر المتوسط .

أي أن الموقف الحازم والحاسم للدولة الروسية ورئيسها بوتين هو بيضة القبان في ما يتعلق بإمكانية تنفيذ ترامبو لتهديده أم لا. فكلما ازداد الموقف الروسي صلابة، في مواجهة العنجهية والصلف الأمريكيين، ومحاولات استفزاز روسيا وإهانتها، هي وقواتها المسلحة، كلما تم شد اللجام على فم الرئيس الأمريكي ترامبو وبالتالي منعه من ارتكاب حماقته وشن عدوان جديد على سورية .

وعليه فأن اتجاه الأحداث والتحركات ذاهبة إلى مزيد من الحزم والثبات من جانب مجموع أطراف محور المقاومة بانتظار الاحتفال بالنصر على العدوان في دمشق وهي خالية من الإرهابيين قريبا جدا.

أضيف بتاريخ :2018/04/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد