آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

إيران تدرس خيارات الرد وإسرائيل تلعب بالنار.. من يحرق من؟


الدكتور محمد بكر

ليس فقط إيران من تدرس خيارات الرد على القصف الإسرائيلي على التيفور الذي أدى لقتل ضباط عسكريين إيرانيين، وأن تهديدات الأعداء اختلفت بحسب ماقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية حسين باقري، بل إسرائيل أيضاً وعلى لسان المحلل العسكري روي بن يشاي تعيد حساباتها للتحول الروسي ومحاولة التشويش على منظومات S300 المزمع تزويدها للجيش السوري بعد التصعيدين العسكريين الأميركي والإسرائيلي.

يكمل الإسرائيلي اليوم بحراكه ورسائل تصعيده الخطوة الأميركية التي قصفت فيها الولايات المتحدة عدة أهدافاً في سورية، والهدف إيصال الرسائل السياسية للجانب الروسي، ولاسيما أن إسرائيل وإعلامها وجد في الضربة العسكرية الأميركية مجرد حفظ لماء الوجه، ووصف ترامب بالبطة العرجاء، إذ تجد إسرائيل في تمركز إيران على الحدود الجنوبية وتوسع نفوذها المصنوع على العين الروسية، بأنه هزة استراتيجية للميزان بين الطرفين، هذا ماقاله رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق أفرايم هيلي الذي رأى أن الأمور تتدحرج إلى مواجهة عسكرية مع موسكو التي لن تسمح بهزيمة حليفتها طهران.

تتوضح اليوم بشكل أكبر الأبعاد العميقة للعدوان العسكري الأميركي والقصف الإسرائيلي لمطار التيفور ، إذ تتجاوز في مضمونها مسألة الحديث عن استخدام أسلحة كيميائية، وتطورات الميدان التي أفضت لحسم ملف الغوطة الشرقية وتأمين العاصمة دمشق، لتلامس جزئية بعينها وهي التواجد العسكري الإيراني في سورية.

حديث محلل الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان، عن ارتفاع معدل القلق الإسرائيلي من نقطتين رئيستين، الأولى الحديث الأميركي عن انسحاب القوات الأميركية من سورية والثانية نية موسكو تزويد دمشق بمنظومات دفاع جوي من نوع S300، يجعلنا نفهم أن السلوك العسكري الأميركي من خلال عدوان على سورية، وماقيل عن قوات عربية ستملأ الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الأميركية، وحديث الجنرال في الاحتياط الإسرائيلي غيورا آيلاند، عن أنهم لا يمكن أن يتعايشوا مع التحول الروسي، وأنهم سيلمحون للأخير إذا مازود الجيش السوري بمنظومات دفاع جوي متطورة بأنهم سيستهدفونها، كل ذلك يركل بالكرة إلى ملعب الرئيس بوتين وشكل تعامله مع الرسائل السياسية الأميركية والإسرائيلية.

نعتقد أن أي رد إيراني تقول إيران أنها تدرسه، ويؤكد حزب الله حتميته، والابتعاد عن استراتيجية الرد على قاعدة تصعيد وتسريع الحسم العسكري في جبهات بعينها في الداخل السوري فقط، وحتى لو أشعل هذا الرد المحتمل حرباً طاحنة، فإنها ستكون البوابة لإعادة حسابات خصوم دمشق، وستؤسس لفرض رؤى سياسية بعينها وتسرع من ولادة الحل السياسي في سورية، ووفق مقاسات دمشق وحلفائها.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/04/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد