آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب الشرفي
عن الكاتب :
‏‏‏محاسب قانوني معتمد ، رئيس مركز الرصد الديمقراطي (اليمن) ، كاتب ومحلل سياسي .

ما أبعاد ضربة “الكيان الصهيوني” الثانية لإيران؟


عبدالوهاب الشرفي

ضربة جديدة من المؤكد أنها من ” الكيان الصهيوني ” استهدفت في الساعات الأولى من الاثنين 30 / ابريل / 2018 م ، موقعا يتواجد فيها قوات إيرانية و سورية، والمعلومات الأولية تفيد بوقوع ضحايا بشرية فيها ،  وهي الضربة الثانية ” للكيان الصهيوني ” التي يذهب نتيجتها جنود إيرانيون في سوريا كانت الأولى في استهداف مطار ال T4 بعد أنباء الغاز في ” دوما “.

هذه الضربة موجعة للإيرانيين والسوريين دون شك فقد فعلت أكثر مما نتج عن ” العدوان الغربي الثلاثي ” ، وتعد ضربة تمثل تنفيذا لتوعدات ” الكيان الصهيوني ” بأنه لن يسمح باستقرار القوات الإيرانية في سوريا . وكان بعد الضربة التي ذهب ضحيتها إيرانيون في ال T4 تحدث الأمين العام لحزب الله اللبناني ” حسن نصرالله ” أن ” الكيان الصهيوني ”  أخطئ خطاءا كبيرا وأنه بات في حرب مباشرة مع إيران ، و بضربة الليلة تكون إيران قد تلقت ضربتين من ” الكيان الصهيوني ” و أن الحرب المباشرة معه أصبحت أكثر تجذرا .

مفهوم الحرب المباشرة الإيرانية الصهيونية التي تحدث عنها ” نصرالله ” هي في إطار تبادل اللكمات وليس المواجهة العسكرية المباشرة الواسعة واندلاع حرب بينهما ، ويكون الآن لكمتين لصالح ” الكيان الصهيوني ” مقابل صفر لإيران .

يعتمد ” الكيان الصهيوني ” في مغامراته في سوريا وضد إيران على وجه الخصوص على الغطاء الذي يوفره له ” التحالف الغربي ” والذي يعرف أنه سيحارب معه إذا تعرض لحرب من إيران أو من غير إيران حتى ولو كان هو المعتدي ، لكن ما لايجب أن يفوت هو أن ” الكيان الصهيوني ” قد تقدم خطوة فلم تعد ” تغطية التحالف الغربي ” له كافية بل تهتكت بالقدر الذي فرض عليه أن يتدخل بنفسه لضرب أهداف سورية  في الداخل السوري ثم تقدم أكثر لضرب أهداف إيرانية داخل سوريا .

يعتمد ” الكيان الصهيوني ” على نفوذه داخل ” إدارات التحالف الغربي ” الذي يستطيع باستخدامه – نفوذه –  أن يحرك تلك الإدارات لصالح أمنه ولو بتوريط دولها دون الحاجة لأن يتورط هو ، لكن الأداء لطرف الحكومة السورية و حلفائها افقد ” الكيان الصهيوني ” هذه الميزة بقدر ليس بالقليل فرض على ”  الكيان الصهيوني ” أن يقدم على خطوات تورطه هو أقلها فيما يتعلق بانتهاك القانون وزيادة تشنيج الموقف مع إيران بنفسه وليس بحلفائه ووكلائه كما كان الأمر من قبل  .

هذه المعادلة تعرفها الحكومة السورية و حلفائها جيدا وأن الرد تجاه ضربات ” الكيان الصهيوني ” يجب أن تكون في إطار الملف السوري بتعزيز انتصارات الجيش السوري و حلفائه وتوظيف اللكمات المختلفة من ” الكيان الصهيوني ” أو من حلفائه الغربيين لتعزيز النتيجة التي ترتسم في سوريا والتي بالطبع تمثل خسارة لهم و هي ما يدفعهم لتوجيه هذه اللكمات المنتهكة للقانون أو لترجيح التوازنات العسكرية القائمة لصالحهم بالخطوات اللوجستية التي ليس بمقدورهم الإقدام عليها قبل الضربات التي تتم بانتهاك القوانين .

النفوذ الصهيوني لدية القدرة على دفع ” التحالف الغربي ” لحرب واسعة في حال الرد على اللكمة الصهيونية داخل الجغرافيا التي يحتلها ” الكيان الصهيوني ” وهذا ليس في صالح الحكومة السورية وحلفائها في الوقت الحالي فتعزيز النتيجة بشكل قانوني هي لكمات أساسا توجه ” للكيان الصهيوني ” و” للتحالف الغربي ” فرضت أن يقابلها ” الكيان الصهيوني ” و التحالف الغربي ” بهذه اللكمات التي  تخرج في صورة ” انتهاك للقانون ”  وهما يخسران نتيجة لذلك كثيرا  .

دخول اللكمات بين ”  الكيان الصهيوني ” وإيران مرحلة المباشرة تفتح حسابا إضافيا غير حساب المواجهة في سوريا مع الأطراف المدعومة غربيا و صهيونيا وإنما بات هناك ضربات مباشرة من ” الكيان الصهيوني ” باشرها بنفسه وليس عبر القوى المدعومة منه ومن الغرب داخل سوريا ، وهذا يفرض أن يرد ” الإيرانيون ” بذات الطريقة أي التعرض لمعادلة إيران مقابل ” الكيان الصهيوني ” وليس معادلة الحكومة السورية وحلفائها مقابل ” المحور الغربي ”  وحلفائه ، وهذا الحساب صور تصفيته يجب أن تكون محسوبة ” استراتيجيا ” وليس ” نزقا ” ، تماما كما يحسب الرد الروسي على ” العدوان الغربي الثلاثي ” بالتوجه لتسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي اس 300 ونحو ذلك .

في الأخير يكون ” الكيان الصهيوني ” قد وجه لكمته الثانية لإيران وبات الرد الإيراني مسألة ملحة ليس فقط ضمن ” تسوية الحساب ” وإنما أيضا لأن عدم الرد سيغري للكمات جديدة ستلحق ، فمالذي سترد به إيران بمقابل ضربة ثانية تلقتها الليلة في سوريا ، وأن كان من المرجح  أن ردها سيكون ضمن إطار المعركة و توازنات القوة العسكرية في سوريا ولن تنجر إيران لضربة على ” الكيان الصهيوني ” مباشرة قد تمنحه مالم يتمكن من الظفر به بافتعال قصة ” غاز دوما ” .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد