آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

التاسعة بتوقيت من؟!

 

عبدالله المزهر

ثم عاد للظهور مجددا موضوع إغلاق المحال التجارية الساعة التاسعة مساء. وهو أمر تنظيمي ليس الهدف منه الحرص على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر من أجل صحة أفضل، فالحكومة ليست أما، لكن الهدف اقتصادي واجتماعي، وهو جعل بيئة العمل في تلك المحال جاذبة ومغرية ومقنعة للسعوديين والسعوديات. وأظن أن الأمر لا يحتاج لكل تلك المداولات والأخذ والرد.

ربما كانت الإشكالية هي أن الإغلاق في هذا الوقت المبكر يعني أيضا قرارا مرادفا بعدم الإغلاق في أوقات الصلاة. وهذا الأمر لم أستطع الإفتاء فيه ـ مع أني مغرم بإصدار الفتاوى، والسبب أني لا أعلم ما هو رأيي الحقيقي في الموضوع. أحيانا أجد أنه من غير المناسب تغيير «عادة» جميلة تميزت بها السعودية عن غيرها، تطربني أحيانا أصوات أبواب المحال التجارية وهي تغلق وقت الصلاة، وأشتاق لها حين أكون مسافرا خارج السعودية ـ ونادرا ما أفعل، وفي الوقت نفسه فإني أعلم يقينا أن المحلات تغلق، وأن كثيرا من المتسوقين والبائعين لا يصلون في الوقت الذي تغلق فيه الأبواب، وأن وقت الصلاة لا يستغرق كل ذلك الوقت الذي تبقى فيه الأبواب موصدة، وأن أغلب العاملين يتعاملون مع الأمر كوقت للراحة بين أوقات العمل، ولذلك فإن تحميل الموضوع أبعادا دينية أمر لا مبرر له، فالحريص على الصلاة سيصلي، سواء أغلقت المحلات أم لم تغلق.

وأنا سعيد بحيرتي في هذا الأمر وعدم قدرتي على الفتوى، لأن هذا يعني أني سأتقبل كلتا الحالتين، وسأجد لهما مبررا يقنعني. فقناعتي مهمة بالنسبة لي على الأقل.

أما مسألة الإغلاق في الساعة التاسعة فإني أتمنى ألا يكون مقصودا بها إغلاق كل شيء، وأن تكون الفكرة هي إغلاق بعض المحلات داخل المجمعات والأسواق الكبيرة.

ولعل المتوقع، إن تم إقرار هذا الأمر، أن يكون فيه تفصيل أكثر، وأن يكون متغيرا حسب فصول السنة، فالشتاء ليس مثل الصيف ـ كما أظنكم تعلمون، وأن تراعى أيضا الفوارق بين مدن ومناطق المملكة، فالتاسعة في الدمام ليست مثل التاسعة في جيزان، وأن يترك لكل إمارة منطقة تحديد الوقت المناسب الذي يفترض أن يذهب فيه سكان المنطقة إلى فرشهم.

وعلى أي حال..

أنا كائن ليلي، وأغلب السعوديين كذلك، أنام بعد المغرب وأستيقظ في الساعة الثامنة، وسيكون الأمر محبطا ـ قليلا ـ حين أستيقظ في الوقت الذي يذهب الناس فيه إلى النوم.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2018/05/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد