آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسام الشنبري
عن الكاتب :
كاتب سعودي

أين يذهب الشباب بعد تخرجهم؟


حسام الشنبري

قليل من شبابنا اليوم من لديهم إلمام واسع بمتطلبات سوق العمل، ويكتسبون مهارات جديدة قبل التحاقهم بالجامعات والكليات.

وأستغرب جدا أن تجد الغالبية منهم يتجهون بمحض إرادتهم إلى تخصصات نظرية قديمة تجاوزها الزمن وأصبحت ما (توكل عيش) دون توجيه من البيت والمدرسة والمجتمع. فعندما يتخرج الشاب في الجامعة ويتقدم لمسابقة وظيفية في القطاع الحكومي أو شركات القطاع الخاص يصطدم بواقع مرير، وهو أن تخصصه غير متوائم مع سوق العمل، وكفاءة فرصته في الحصول على عمل ضئيلة جدا، فيندب حظه التعيس، ويضع كل لومه على الحكومة أنها لم تستطع إيجاد وظيفة وراتب له.

في المقابل أيضا لا أجد مبررا أن تفتح هذه الجامعات تلك التخصصات والأقسام غير المجدية أساسا، ثم تترك هؤلاء الشباب بلا توعيه ولا إرشاد! أتفهم أن الجامعة ليست ملزمة وليست الجهة المخولة بتوظيف هؤلاء الشباب، لكنها أيضا يجب أن تقوم بمسؤوليتها ودورها، وتبدأ في هيكلة سياستها التعليمية كاملة بافتتاح واستحداث تخصصات وأقسام تواكب وتساير سوق العمل في كل جامعة وكلية، ولزام عليها أيضا أن تغلق كل التخصصات التي لم تعد تجدي نفعا في الأسواق المهنية.

ليست دعوة للتشاؤم، ولكنها الحقيقة، إذ تشير التوقعات إلى أنه خلال أقل من ربع قرن سيفقد العالم 800 مليون وظيفة بفضل التقدم التقني المهول في قطاع التقنية، لكنني أرى أن هناك شحا لدينا في كثير من التخصصات في سوق العمل اليوم، وأعني تلك التي تتطلب التخصصات الجديدة ذات الطابع التقني والمهني، وتلك الأنشطة المرتبطة بالاقتصاد والصناعة والتقنية، على سبيل المثال لا الحصر تخصصات الطاقة المتجددة التي يتوقع عليها طلب مرتفع مستقبلا، وتخصصات القانون، وتخصصات الأنشطة العقارية والتقييم المعتمد، والتسويق الالكتروني والمبيعات وخدمات العملاء، والتسويق السياحي والفندقي والضيافة، وإدارة الأعمال والمحاسبة والتمويل والإدارة المالية والاستثمار.

إن على الجامعات والكليات ومعاهد التدريب والتطوير إتاحة وتوفير كامل هذه التخصصات والأقسام في كل المناطق وليس في منطقة بعينها فقط، فهناك شباب بالآلاف يسكنون المحافظات والمراكز والهجر والقرى ولا توجد أي من هذه التخصصات والأقسام المذكورة في مناطقهم، بالإضافة إلى أنه ليست لديهم القدرة على السفر والتغرب بعيدا عن أهاليهم، فليجؤون رغما عنهم إلى أقسام (ميتة دماغيا)، وزد على ذلك أن بعض المعاهد والكليات القريبة تفرض عليهم رسوما مالية باهظة ومكلفة.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2018/05/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد