آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

معروض الأسد في السوق الأميركية.. واحدة بواحدة؟


الدكتور محمد بكر

لم يكن حديث الرئيس السوري بشار الأسد لقناة روسيا اليوم عن خيارين أمام قوات سورية الديمقراطية، إما تلقف التفاوض والحوار وبالطبع تحت ” جناح” الدولة السورية، أو الخيار العسكري واستعداد دمشق للجوء للقوة، وكذلك حديثه عن أنهم لن يسمحوا لمنطقة في سورية خارج السيطرة إلا بعودتها للصورة الطبيعية أي سيطرة الجيش السوري عليها، لم يكن ذلك منطلقه وقاعدته فقط التحول الكبير في مجريات الحرب عسكرياً واستعادة الجيش السوري وحلفائه لمساحات مهمة واستراتيجية حسمت تماماً الوضع الميداني بالمعنى العسكري، وإنما مابعث به برسائل سياسية أيضاً وطروحات يمكن قراءة دلالاتها مابين السطور، تأكيد الأسد على أن قوات سورية الديمقراطية هي المشكلة (الوحيدة) المتبقية بالنسبة للدولة السورية، يعني بالضرورة أن مسألة تواجد القوات الأميركية في الشمال الشرقي، والتواجد التركي على الأراضي السورية، وتعقيدات مسألة تواجد إيران في الجنوب السوري، لم تعد مشكلة ويجري التفاوض وتبادل الطروحات والمباحثات لإنهائها وتتصدر موسكو تلك المهمة بجدارة، ماقيل ونقلاً عن مصادر سورية بأن درعا ومنطقة الجنوب السوري لم تعد أولوية عسكرية بالنسبة للدولة السورية، يؤكد وبرغم كل الصعوبات الحاصلة للتوصل لاتفاق، والجهود التي تبذلها لقاءات عمان الثلاثية بين الأردن وروسيا وأميركا، أنها ستنتهي ربما بالتوصل لصيغة توافقية، أساسها انسحاب أي قوات إيرانية أو أخرى تابعة لحزب الله من مناطق الجنوب وتسليمها للشرطة الروسية، مقابل حصاد كبير وغلة من العيار الثقيل في الشمال السوري، من هنا نقرأ ونفهم ماقاله الأسد لجهة أن الأميركيين سينسحبون بطريقة أو بأخرى، وكذلك ماقاله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بان ما سيطبق غرب الفرات من انسحاب للكرد من منطقة منبج سيطبق على شرقه، وأن نتائج الاتفاق التركي الأميركي بهذا الشأن ستعلن قريباً، وفي ذات السياق تأتي زيارة المبعوث الروسي إلى سورية ولقائه الرئيس التركي في أنقرة للخروج بصيغة توافقية.

المنطوق العسكري للحل في سورية يغادر الجبهات هذه الأيام، وتغلب الآن لغة السياسة وفن الطروحات والعروض والصيغ التوافقية، يتنامى فيها الحراك الروسي على عدة محاور أردني تركي أميركي إسرائيلي، تُركل فيه الكرة إلى الملعب الأميركي على قاعدة واحدة بواحدة، لأن واشنطن باتت تدرك أن تكاثر “السياسة السيئة” بحسب توصيف وزارة الدفاع الأميركية إذا ما لجأت دمشق للخيار العسكري في الشمال، ستكون تبعاتها غير سارة لها على الإطلاق وستخسر كل شيء في مقابل ماستتحصل عليه بالمعنى السياسي التوافقي.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/06/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد