آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمود شومان
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة رأي اليوم

لماذا تغير موقف السعودية من دعم المغرب.. هل أراد آل سعود تأديب المغرب.. آل شيخ هددها علانية بسبب قطر


محمود شومان

كان واضحا لهجة الخلاف الحادة بين المملكتين المغربية السعودية حتى قبيل تصويت الفيفا على من يستضيف كاس العالم لعام 2026 تصريحات متبادلة بين المسئولين وصل بعضها إلى حد السباب من قبل البعض جميعها كانت تشير بشكل بارز إلى تخلي الرياض عن دعم المغرب في ملف استضافة المونديال لصالح الملف الأمريكي المشترك الذي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.

إلا أن اللافت النظر جاء بعدما كشفت الفيفا عن قائمة الدول التي صوتت للملفين المتنافسين فمن بين الدول العربية لم تكن السعودية وحدها هي من صوتت لصالح أمريكا فكانت لجوارها ” لبنان والأردن والعراق والإمارات والكويت والبحرين” في حين صوتت لصالح الملف المغربي: الجزائر، مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان، سوريا، تونس، قطر، اليمن موريتانيا، جيبوتي، الصومال، جزر القمر.

من الواضح أن الرياض لم تكتفي حتى بالتصويت إلى صالح الملف الأمريكي إنما عملت أيضا لينال التأيد من دولا أخرى الأمر لم يكن غريبا ففي الرابع من يونيو فجرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها نشرته عقب إعلان “فيفا” عن تنقيط لجنة تاسك فورس للملفين المتنافسين، “موروكو 2026” وتحالف “الولايات المتحدة، كندا، المكسيك”؛ قنبلة مدوية حين تحدثت عن الدور الهام الذي ستلعبه المملكة العربية السعودية لحسم السباق لصالح الملف الأمريكي المشترك.

وحسب التقرير الأمريكي فإن  المملكة توسطت لعقد لقاءات تحت رعايتها بين اتحادات آسيوية وممثلي الملف الأمريكي. متوقعا أن ترجح عشرات الأصوات التي ستجلبها السعودية لأمريكا إلى جانب بعض الدول الإفريقية التي رفضت مساندة المغرب، كفة الملف المشترك على حساب الملف المغربي لاحتضان مونديال 2026.

لماذا تغير موقف السعودية لهذه الدرجة اتجاه المغرب:

اذكر عن أحد أصدقائي من الصحفيين الذين كانوا على مقربة من نظام الرئيس السابق حسني مبارك عندما كانت تخطط مصر لاستضافة مونديال 2010 “ونالت عنه الصفر الشهير جدا إلى الآن” أن مبارك اجري اتصالات مع العاهل السعودي في ذلك الوقت محاولا الضغط بقوة لتنحاز المملكة لصالح الملف المصري إلا أنه قوبل بخيبة أمل شديدة عندما أعلم أن المملكة ستدعم المغرب لاستضافة المونديال وستقدم لها دعما ماديا إذا تطلب الأمر لكن ماذا جري الآن؟

مع نظرة عميقة قليلا .. من السهل الفهم أن الأزمة القطرية قد تكون سببا رئيسيا في هذا التغير للملكة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمغرب التي سارعت في أعقاب المقاطعة للدوحة بإرسال مساعدات غذائية لقطر التي تمر بحصار جوي وبري وبحري كامل من دول الجوار الخليجي.

المغرب من المعروف بكونه من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للسعودية وكان يُتوقع أن يصدر موقفاً متماشياً مع موقف الرياض الحازم بخصوص قطر. في البداية، قررت الرباط التزام الحياد، ثم ما لبثت أن أعلنت إرسالها لطائرات محملة بالمساعدات لقطر لتعزيز إمداداتها بعد أن أغلق جيرانها المنافذ البرية والبحرية والجوية إليها.

وبعدها قام الملك المغربي محمد السادس بزيارة وأن كانت  خاطفة للدوحة إلا أنها مثلت في رأي على الأقل بمثابة دعم مغربي لقطر في وجه دول المقاطعة والحصار “سمها كما شئت” مصر والبحرين والإمارات.

بعدها أثار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودي تركي آل الشيخ الجدل بتغريدتين كتبها عبر حسابه الرسمي على تويتر” بخصوص موقف السعودية من دعم المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026..اعتقد أنها حملت معاني أكثر من كونها تغريدتين لمسئول إنما جعلت الأمر أكثر وضوحا هو أن الرباط أمام عقاب سعودي واقعي بسبب قطر.

آل شيخ كتب ما نصه أن السعودية ستضع مصلحتها أولًا عند التصويت على أي من الملفين المغربي والأمريكي الشمالي، وأن الإتحاد العربي لكرة القدم لم يطلب منه حتى الآن دعم ملف ترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2026 “هناك من أخطى البوصلة إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت دع “الدويلة” تنفعك…! رسالة من الخليج للمحيط”.

الدويلة التي يقصدها المسئول السعودي البارز كانت قطر التي عبرت عن مساندتها المطلقة للملف المغربي.

وأن كانت المملكة السعودية سعت في ذلك الوقت لتدارك تلك التصريحات من خلال سفير المملكة العربية السعودية لدى المغرب عبد العزيز بن محيى الدين خوجة الذي أكد أن العلاقات الراسخة والوطيدة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين لا يمكن أن يؤثر عليها مجرد حدث عابر  .. إلا أن الأمر قد زدات سواء لدي المغربيين تصريحات آل شيخ تحولت إلى ما أشبهة أزمة دبلوماسية بين البلدين وليست تصريحات عابرة لمسئول “متعجرف في تصريحاته”.

المغرب حينها اكتفت بالرد على تصريحات آل شيخ من خلال وزير الاتصال والناطق الرسمي السابق باسم الحكومة والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، خالد الناصري إن “المغرب اختار الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة الخليجية، تسمح له بلعب دور حيادي لتقريب وجهات النظر بين المختلفين و، “يبدو لي أن محاولة الزج بالمغرب للتموقع لمساندة هذا الجانب أو ذاك ضد الآخر، لن تفلح لأن المغرب عبر عن رغبته في الحياد”، داعيا الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية إلى “بذل المزيد من الجهود من أجل التوصل إلى حلول وسطى بما يؤمن الاستقرار في المنطقة”، معتبرا أن “المنطقة مهددة، والحكمة تقتضي من جميع الأطراف أن تعمل على تهدئة الأوضاع لعدم الزج بالمنطقة في أتون الصراعات”، على حد تعبيره.

قد أكذب إذا تحدثت عن أن الأزمة القطرية التي أفردت لها المساحة الأكبر في هذا المقال “السريع جدا” هي السبب الوحيد فلماذا لا نقف مدققين لما ذكرته جريدة الصباح المغربية في 15‏/11‏/2017 في مقال لها بعنوان “المغرب يرفض تجميد أموال أمراء السعودية” أن السلطات المغربية رفضت تسليم نظيرتها السعودية الحسابات البنكية لأمراء ورجال أعمال في البنوك المغربية، وطالبت باحترام المسطرة المعمول بها في مثل هذه القضايا حيث يمتلك أمراء سعوديون حسابات في المصارف المغربية، وهي تتوزع بين حسابات شخصية وحسابات لشركات استثمارية مثلما هو الحال مع الأمير الوليد بن طلال الذي يمتلك فنادق في المغرب ومنها في مدينة مراكش.

وذكرت الصحيفة أن المغرب والأردن وفرنسا وأمريكا، من بين الدول التي رفضت الاستجابة للطلب السعودي، بتجميد أرصدة شخصيات سعودية قيد التحقيق في قضايا فساد، التي كشف سعود المعجب النائب العام في السعودية بأن التحقيقات مستمرة بشأنها مع المشتبه فيهم في قضايا الفساد، وأن الأموال المختلسة أو التي أسيء استخدامها تتجاوز 100مليار دولار.

بكل صراحة لم أكن أعلم أن الغباء السياسي والجهل المعرفي قد بلغ المدى عند مسئولي المملكة السعودية من الزج بالقضايا السياسية في أمور رياضية ترتبط بالشعوب العربية قبل الحكومات واعتقد أن هذا ماجرى من قبل الجزائر التي دعمت الملف المغربي رغم الاتهامات التي تلقاها من المغرب  بأنها تدعم وتساند منظمة البوليساريو.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/06/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد