آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

في ماليزيا بدأ الأمر بالوزراء... وفي البحرين حملها الفقراء

 

هاني الفردان

أعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بعد انتخابه مباشرة وفي أول قراراته، خفض رواتب وزراء حكومته بنسبة 10% في الحال.

وعبر عن ذلك بقوله: “هذا يعكس أننا نولي اهتماماً للضائقة المالية التي تمر بها البلاد”، وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تطمح فيه الحكومة لتخفيض الدين الحكومي الذي يزيد على 250 مليار دولار أميركي.

عندما تفكر أي حكومة في حل أزماتها المالية، عليها أن تبدأ بنفسها قبل شعبها، وأن يطال التقشف تشكيلتها قبل أن تلجأ لجيوب الناس.

من بين أكثر الشائعات التي أطلقتها صحيفة محلية في الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني 2017، ما نسب لمصادر عن قرار حكومي سيصدر قريباً بخفض رواتب جميع الوزراء ورؤساء المؤسسات الحكومية بنسبة 25 في المئة‏، وذلك في إطار توجهات الحكومة لترشيد النفقات مع تراجع أسعار النفط.

تلك “التسريبات” أو “الشائعات” التي كان يراد لها أن تشغل الرأي العام وتحرف تفكيره وتخفف من سخطه، لم تطل فقط الوزراء، بل شملت أيضاً مكافآت أعضاء مجلسي النواب والشورى، وذلك ضمن ما يُعرف بالصحافة الموجهة التي يراد منها العمل على شغل الناس بقضايا كثيرة غير حقيقية، وخلق مثل تلك البالونات، واللعب على عواطف الناس.

في البحرين، ومنذ أن وُجّه في (17 سبتمبر/ أيلول 2015) إلى تشكيل “حكومة مُصغَّرة تُعنى بحلِّ المشكلات المالية وبالسرعة الممكنة”، وذلك بعد تقارير عن “تأثر الأوضاع المالية الحالية في البحرين بسبب تدنّي أسعار النفط والالتزامات الأخرى”، والحديث عن أن “الحكومة ستبدأ بنفسها فيما يتعلق بتشكيل هذه الوزارة المصغرة، حيث سيكون هناك عدد أقل من الوزراء ممثلين بها، وسيكون الهدف الأساس التعامل مع التحديات المالية” (تصريح المتحدث باسم الحكومة 18 سبتمبر 2015)، فإن المواطن البحريني عرف أن ذلك الحديث من أجل أن يتقبل المواطن ما سيحل عليه من بلاء وتبعات التقشف.

لم يتوقع المواطن أن تطال حملة التقشف الوزراء والمسئولين وأعضاء السلطة التشريعية، إلا أنه كان مدركاً أن التقشف في البحرين سيطال كل ما هو مرتبط به.

منذ ذلك الوقت، والمواطن البحريني، يشد الحزام على نفسه وعائلته، فيما يتحدث أعضاء مجلس الشورى عن المصلحة الوطنية، التي فقط يتحمل عبئها المواطن، فيما لا يتحمل المسؤولون والنواب والشوريون تلك المسئولية ولو بالقليل، حتى كان واضحاً استماتتهم في الدفاع عن رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية!

في ماليزيا بدأ الأمر بالوزراء وفي البحرين حملها الفقراء.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/06/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد