آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمود شومان
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة رأي اليوم

هل ستدفع دول الخليج المبلغ المطلوب في الخطوة الثانية من صفقة القرن ..

 

محمود شومان

من الممكن القول أننا أصبحنا فعليا أمام الخطوة الثانية من ماتسمي صفقة القرن المزعومة من الولايات المتحدة وبعض القوي الإقليمية والعربية التي ترعي تلك الصفقة إلى جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة تل أبيب الخطوة الثانية هناك كانت من نصيب قطاع غزة بعد أولى الخطوات التي جاءت بإعلان الإدارة الأمريكية مدينة القدس الشريف عاصمة للكيان المحتل ونقل السفارة من تل أبيب إليها.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت مؤخرا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحاول إقناع الدول العربية في الخليج باستثمار مئات الملايين من الدولارات في مشاريع اقتصادية في قطاع غزة ، في محاولة لتهدئة الوضع الأمني هناك وتوليد زخم قبل أن يعرض البيت الأبيض خطة سلام الشرق الأوسط التي من المفترض أن تنهي الكثير من الآمال العربية حول القضية الفلسطينية.

الآن يستعد مهندسي الصفقة الأخيرة جاريد كوشنير  صهر ترامب وكبير مستشاريه  وجيسون جرينبلات المبعوث الخاص للرئيس للقيام بجولة شرق أوسطية لإجراء محادثات مع قادة بعض الدول التي من الممكن أن يجري تقسيمها على النحوي التالي الأول دول المال والتمويل وفقا للتسريبات هي قطر والسعودية والثانية هي دول الحراك وجوار إسرائيل  بالطبع مصر والأردن إضافة إلى دول المصلحة “إسرائيل”.

الصفقة الأمريكية التي تركز بشكل رئيسي على تحسين الظروف الاقتصادية لسكان قطاع إضافة إقامة بعض المشاريع الاقتصادية لخدمة سكن القطاع ” إنشاء محطة كهرباء- محطة تحلية” إضافة إلى مطار جوي في منطقة رفح المصرية  من الواضح انه قد تم عرضها على الجانب الإسرائيلي من قبل إدارة ترامب حتى قبل الكشف عن تفاصيلها في زيارة أخيرة أجراها مدير وزارة المالية الإسرائيلية شاي باباد وعيران نيتسان الملحق الاقتصادي لإسرائيل في واشنطن.

الدول الخليج التي أصبح من المعروف أنها بمثابة “حافظة مال” للإدارة الأمريكية تختلس منها كلما أردت ستكون الممول الرئيسي للصفقة خاصة دول مقاطعة قطر السعودية والإمارات والبحرين وليس من الممكن لدول الخليج التي اعتادت على هذا الأسلوب بعدما دفعت مليارات الدولارات في صفقات سابقة من الابتعاد عن الحليف الأمريكي هذه المرة خاصة أن المبلغ المطلوب منها في هذه الصفقة لايقارن بالنسبة لصفقات أخرى عسكرية واقتصادية قد بلغت نصف ترليون من الجانب السعودي منفردا.

وبصراحة دول الخليج لن تفضل المراهنة على جدية تصريحات ترامب التي يتبنها هو فلولا الولايات المتحدة ما بقي منهم حاكم لمدة أسبوعا واحد “هكذا تحدث ترامب”.

ووفقا للتسريبات يأمل كوشنر وغرينبلات في تأمين التمويل من دول الخليج وتعاون إسرائيل ومصر في تنفيذ المشاريع الاقتصادية.

الدور المصري الذي كشفته عن تسريبات هآرتس الصحيفة “الأقرب إلى مراكز القرار في تل أبيب وواشنطن في رأي” كان محصورا في التعاون على تنفيذ تلك المشاريع التي ستدفع أمواله بالطبع دوال الخليج : إقامة  مشروع الطاقة الشمسية بالقرب من مدينة العريش المصرية في شمال سيناء و بناء ميناء مع شمال سيناء وبناء محطة لتوليد الكهرباء ومحطة لتحلية المياه الإطار العام في شمال سيناء أيضا “بالقرب من القطاع”.

وكما ذكرت صحيفة هآرتس فإن الخطط التي يتم بحثها تشمل منطقة صناعية جديدة ومحطات تحلية في شمال سيناء.

من السهل بما أني كاتب مصري أن استنتج أن “لا كبيرة” ستكون من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة لمصرية خاصة القوات المسلحة والمؤسسة العسكرية  في المبعوثين الأمريكيين والمشروع الأمريكي خاصة مع التأكيدات أن سيناء خارجة تماما عن مقتضيات صفقة القرن وما تضمنها من تقسميات قد تطرأ على المنطقة.

قد نجد موقفا خاص من مصر لولايات المتحدة التي تسعي إلى تأمين الأموال في أسرع وقت ممكن  لخلق واقع أفضل في غزة ولعرض النجاح والتقدم قبل تقديم خطة سلام ترامب.

وأنا لا أبلاغ أن قلت أن إدارة ترامب قدمت للعرب الحل الأمثل والخطة الأمثل أيضا لإنقاذ قطاع غزة من كارثة إنسانية ستتحقق بلا شك في وقت من الأوقات وهنا أنا لا أتحدث عنها كخطة إنقاذ في وجود الولايات المتحدة أو تنفيذ تلك المشروعات على أراضي تابعة للجانب المصري “رفح على الأرجح” إنما في غياب أمريكا وإداراته عن هذا الأمر وإقامة كافة تلك المشاريع علي أراضي غزة.

غزة تحتاج إلى مطار … غزة تحتاج إلى مياه نظيفة …غزة تحتاج إلى مناطق صناعية إلا أنها لن تقايض على أراضي فلسطين أو تتصالح على دماء الشهداء والقدس لصالح تلك الأشياء..غزة تحتاج لعرب حقيقيين يا سادة.

كاتب مصري
صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/06/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد