آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد النوباني
عن الكاتب :
كاتب سعودي

على هامش زيارة نتنياهو لموسكو: هل هنالك مصلحة لروسيا بإخراج إيران من سوريا؟!


 محمد النوباني

زيارات نتنياهو المتكررة إلى روسيا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل مقتنعة بأن موسكو ومنذ تدخلها العسكري في سوريا باتت هي صاحبة اليد الطولى في الشرق الأوسط وبالتالي فأنه بدون استمزاج رأيها إزاء التطورات التي تحدث في سوريا بشكل عام وجنوبها بشكل خاص لا يمكن للدولة العبرية أن تضمن مصالحها. .ورغم أن إسرائيل تحاول أن توحي في كل مرة يلتقي بها نتنباهو مع بوتين أن هنالك تفاهمات روسية إسرائيلية تطلق يد سلاح الجو الإسرائيلي في ضرب سوريا متى شاء وإن شاء بحجة منع اقتراب الإيرانيين من الأراضي المحتلة عام٦٧ فان المعطيات على الأرض تؤكد بأن لامصلحة روسية بإخراج القوات الإيرانية من سوريا.

وهنالك أكثر من سبب يعزز هذه القناعة ومن إبرزها أن إيران هي شريكة لروسيا في الانتصار الذي تحقق في سوريا والثاني بأن وجودها ضروري لاستكمال الانتصار ومنع عودة الإرهابيين الذين تدعمهم واشنطن وتل أبيب إليها والثالث لأن روسيا تدرك بأن قوة إيران في الإقليم يخدم مصالحها الاستراتيجية ويمنع ترامب من إيقاف مفاعيل عودة العالم إلى التعددية القطبية والرابع لأن موسكو تدرك بأن إسرائيل هي حليفة أمريكا الوحيدة في الشرق الأوسط وبالتالي فأن تمكينها من هزيمة إيران أو إضعافها هو انتصار لأمريكا في فنائها الخلفي أوكرانيا وجمهوريات البلطيق ودول أوروبا الاشتراكية السابقة.

وغني عن القول بأن بوتين الذي أعاد بناء روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتركة المرتد باريس يلتسين الذي كاد أن يحولها إلى جمهورية موز يدرك أكثر من غيره بأن إضعاف دور إسرائيل في المنطقة هو إضعاف للدور الأمريكي على المستوى الكوني وقوة لروسيا ولذلك فانه لن يعطي لنتنياهو مايضر بالمصالح الروسية إلا بالقدر الذي يريده هو. والقدر الذي يريده ربما يكون وعد بتأجيل فتح ملف الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان مقابل عودة القوات السورية إلى خط وقف إطلاق النار للعام ١٩٧٤واجلاء جبهة النصرة من المنطقة العازلة إلى إدلب مقابل إبعاد القوات الإيرانية لمسافة معينة يتم الاتفاق عليها وليس خروجها من الأراضي السورية .

وفي اعتقادي أنه حتى لو صحت الأنباء التي تحدثت عن أن نتنياهو يحمل مشروع صفقة سعودية إماراتية إسرائيلية متفق عليها مع ترامب قوامها إلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا مقابل إبعاد إيران من سوريا فأن ذلك لن يجدي نفعا مع بوتين الذي يدرك أولا بأن واشنطن تتخلى عن الاتفاقات التي توقعها ولا تحترمها حتى لو كانت اتفاقات دولية مثل اتفاقية المناخ والاتفاق النووي مع إيران وبالتالي فأنها لن تحترم أي اتفاق قد تبرمه مع روسيا وثانيا لأن صفقة من هذا النوع سوف تضعف مصداقية روسيا وثالثا لأن إيران التي جاءت إلى سوريا بطلب من حكومتها الشرعية قد ترفض الانسحاب مما سيضعف أيضا من هيبة روسيا كدولة عظمى على ضوء كل ذلك فأن نتنياهو لن يجد لدى القيصر ما يسره وسنرى الجيش العربي السوري في الأيام والأسابيع القادمة على حدود الجولان المحتل وفي قاعدة التنف وشرق الفرات محررا كل الأراضي السورية حتى أخر شبر فموازين القوى باتت تسمح بذلك. وعليه يمكننا القول بأن لا مصلحة لروسيا بإخراج إيران من سوريا وبالتالي فأن زيارة نتنباهو فاشلة أيضا هذه المرة..

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/07/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد