آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مريم الشروقي
عن الكاتب :
كاتبة بحرينية

الخط الفاصل بين الفقر والغنى!


مريم الشروقي

ما هو الخط الفاصل بين الفقر والغنى؟! وكيف نعرف بأنّنا شعب غني أو شعب فقير؟! نحن بالطّبع شعب غني بكرمنا اللّامحدود وأخلاقنا العالية، وحتما نحن شعب غني بالنكت والضحك، الحمدلله نحن شعب غني ولا نحتاج إلى أكثر ما لدينا!

ولكن.. عندما نتكلّم عن الشعوب الغنيّة في “الخردة” فنحن لا نستطيع تصنيف أنفسنا منهم، إذ ليس لدينا دراسات دقيقة تُظهر مدى مستوى رفاهية الشعب، فالشعب كلّ يوم يناشد، وكلّ يوم يُصوّر، وكلّ يوم يكتب في مواقع التواصل الإجتماعي عن حاله المعيشي المتأزّم.

الشعب الغني لديه معايير في التقدّم، سواء في التقدّم التكنولوجي أو التقدّم العلمي أو التقدّم الإقتصادي، ويكون مستوى دخل الفرد عالي جدّا، مثل سويسرا والنرويج، والشعب الغني تزيد حاجته المادّية إلى أمور أخرى، فهو لا يُفكّر في الأقساط والديون المتراكمة عليه، ولا يسهر اللّيل بسبب “بيل كهرباء” أو مديونية، بل هو شعب مستقر مادّيا ويطمح نحو الرفاهية!

الشعب الغني مادّيا يظل راتبه إلى ما بعد نهاية الشهر، ويستمتع مع أسرته ويرفّه عنهم، لا يتسلّف حتى يسافر أو يدخل في “جمعية” حتى يتعالج، ولا يأخذ قرض كبير حتّى يشتري سيّارة!

لدينا معايير مختلطة حول رفاهية الشعوب، فبعض النّاس يظن بأنّ متوسّط دخل الفرد على دخل الدولة معناه أن الشعب غني، وهو لا يدري بأنّ متوسّط دخل الفرد بالكاد يكفي الأسبوع الأوّل من الشهر، أما باقي أيام الشهر فهو يعيش على البركة أو التديّن من هنا ومن هناك.

لكي تعيش الشعوب في غنى تام لابد من خطّة توفّر للشعب الخدمات المناسبة، في التعليم والصحّة والصناعة والإقتصاد، وكذلك تنمية القوى البشرية، فمن لديه جيل كبير من الشباب بين الـ 18 و33 سنة لابد أن يستفيد من هذه القوى، ولابد أن يستثمرها في كل ركن من أركان الوطن، وأن يُبعد العمالة والوافدين ويبدأ بتطبيق تسكين الشباب في جميع الأعمال وبراتب يساعدهم على فتح بيوت، وبالتّالي سنجد بأنّ الشعب غني.

قد يقول قائل بأنّ المال ليس كلّ شيء، صحيح المال ليس كلّ شيء ولكنّه أوّل شيء يساعدنا على تحقيق ما نريده، فالمال يجعلنا نشتري بيت نستقر فيه، ونتزوّج ونعيل أبنائنا ونخطّط للمستقبل، ولو كان المال ليس مهمّا لما قال الله تعالى:” المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، فلماذا المثالية في بعض الأحيان؟!

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/07/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد