آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

الصحافة ليست مهنة من لا مهنة له


هاني الفردان

تنعت الصحافة بثلاثة ألقاب رئيسية كلها تحمل مدلولات خاصة، وكل حسب الزاوية المنظور من خلالها إلى هذه المهنة النبيلة، مهنة المتاعب، السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة.

مهنة المتاعب، كونها على “خط النار” دوماً، فبالتأكيد هناك من لن يرضى عن ما تكتبه، وهناك من سيسخط عليها، وهناك من سيؤيده ويقف إلى جانبه، إنها علاقة شد وجذب لا تنتهي أبداً فمهنتنا هي كمن يسير في حقل ألغام لا تعرف متى سينفجر.

السلطة الرابعة، وهي سلطة رقابية غير رسمية (تأتي خلف ثلاث سلطات رسمية: تنفيذية، تشريعية، قضائية)، تمارس دورها في الكشف عن الخبايا والأخطاء وتدل صناع القرار عليها، وتثير الرأي العام حولها، فهي تصنع الحدث وتؤثر فيه، وخصوصاً عندما تتخلى الجهات الرسمية والمعنية عن أدوارها الرقابية الحقيقية، وعندما تغيب أو تُغيب الأصوات الصادحة بالحقيقة تبقى الصحافة الصادقة قادرة على مسك زمام الأمور وفق ما تمتلك من هوامش ومساحات للحركة والمناورة.

صاحبة الجلالة، كون الكلمة الصادقة والحقيقة هي تاج على رأسها يراه الناس والعامة، والسلطة وكل من يريد أن يرى تلك الحقيقة، بلا مواربة.

للصحافة دور حقيقي وفاعل في ترسيخ وتشكيل الرصيد المعرفي والتوعوي في المجتمع، ولها تأثير مهم في توجيه بوصلة الرأي العام نحو الأفضل كونها جزءاً مهماً من هذا المجتمع.

من الصعب أن يحافظ أحد على توازنه عندما يسير على خيط رفيع فاصل بين البقاء والهاوية، ومن الصعب أن تثبت للعالم بأنك قادر على قول الحقيقة أينما تكون باتزان يرتضيه الجميع، وبأدلة ووقائع مسنودة بثوابت وشواهد، وبمنهاج واضح لا يتلوّن ويتبدل على رغم كل ما يجري حولها.

هامش بسيط، يمكن التنفس من خلاله، وتوظيفه للوصول لتلك الحالة من التوازن في وضع معقد في مختلف النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

الكلمة أمانة، وأمانة الكلمة عظيمة لا يحملها ولا يقدر عليها إلا من قدرها حق قدرها، ولأن الصحافة المستقلة تحترم ذاتها، وتحترم مهنتها، وتحترم عقل قارئها الذي وضعها في سلم أولوياته، فهو يجدها جسراً له للوصول إلى بوابات الحقيقة والمعرفة والمعلومة الصادقة التي يحتاجها في كل مجالات حياته بعيداً عن التزييف والنفاق، والمصلحة الذاتية والتملق وغيرها.

يظن الكثير من الناس أن الصحافة مهنة سهلة وغير متعبة، ويعتقد الكثيرون أنها مهنة من لا مهنة له، كما يجهل الكثيرون دورها الحقيقي، في ظل اختلاط المفاهيم، وتزايد مساحة “المسترزقين” منها والمستنفعين من ورائها.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/07/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد