آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

2011… ومن يكتب تاريخه؟


هاني الفردان

يقال دائماً “المنتصر في المعركة” هو من يكتب التاريخ، وكان ذلك في حقبة زمنية لا توجد فيها وسائل إعلام قوية، ولا روابط معقدة، ولا تكنولوجيا متطورة، ولا عالم معقد ومتصل ببعضه البعض كما هو الآن.

تلك المقولة كانت حقيقية قبل عقود بسيطة فقط، عندما يكتب التاريخ طرف معين على حساب طرف أخر، حتى عندما تمت محاكمة مسئول نازي رفيع، قال له القاضي “سيلعنكم التاريخ” فرد عليه المسئول النازي: “لأنكم أنتم من ستكتبونه، لو نحن الذين انتصرنا للعنكم انتم التاريخ”.

في شأننا المحلي، تصريح نعتبره “جريئا” من جهة رسمية تتحدث فيه بشكل غير علني عن انتقادات لمقررها “تاريخ البحرين الحديث والمعاصر”، ولذلك خرجت بحديث مطول تفسر فيه كيف أعدت ذلك المنهج وأهدافه.

كان الشق الأهم في ذلك الحديث المتعلق بـ”أحداث 2011″، والمنظور الرسمي لتلك الأحداث، وبما أن الحديث للتاريخ وتوثيقه، فقد ارتضت أطراف كثيرة منها الجهات الرسمية بأعلى مستوياتها وأطراف في المعارضة بما وثقه وخرج به تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والتي كانت برئاسة البرفسور محمد شريف بسيوني.

من يريد الحديث عن التاريخ الحقيقي لمجريات الأحداث، ومن يريد نقل الواقع بأمانة ومنهجية بعيداً عن التسييس والطائفية، فليعود لذلك التقرير الذي أرخ ووثق للتاريخ حقيقة ما حدث في البحرين في 2011، بعيداً عن الرواية الرسمية أو الرواية الشعبية (المعارضة).

وزارة التربية والتعليم استندت في تاريخها للرواية الرسمية والمصادر الموثوقة الوطنية والدولية، بما فيها المعلومات والبيانات والخطابات الصادرة عن الجهات الرسمية، والمعلومات الصادرة عن اللجنة الدولية لتقصي الحقائق.

كم تمنينا أن تذكر هذه الحقيقة، وهي وصف وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والتي يرأسها محمود شريف بسيوني بأنه “موجع للحكومة”، مضيفاً “لكنه الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه من أجل أن تسود الديمقراطية في البحرين”. (مؤتمرٍ صحافي – فندق السوفتيل / 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011).

ما هو “مر” و”موجع” للحكومة لن تجده مكتوباً في تاريخ وزارة التربية والتعليم، ولذلك لن يأخذ بذلك التاريخ كثيرون، وسيجدون ما يريدونه في بحوثهم ودراساتهم عن حقيقة ما حدث.

فإذا كان الكتاب الذي يتحدث عن تلك الأحداث “ليس سياسياً وليس بياناً لجمعية سياسية، وإنما هو كتاب تربوي يستهدف عقول الناشئة ووجدانهم بما ينوّرهم ويعزز انتمائهم (…)”، فكان من الضروري قول الحقيقية لهم كاملة بلا انتقاص أو تغيير لأهداف “سياسية” يدركها العالم ويشهد لها التاريخ.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/07/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد