آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عمر عبد القادر غندور
عن الكاتب :
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

العيدية المشتركة بين «إسرائيل» والتحالف العربي


عمر عبد القادر غندور

لا فرق بين ما ترتكبه «إسرائيل» من جرائم بحق العرب عامة والفلسطينيين خاصة وبين ما يرتكبه التحالف العربي الأميركي بقيادة السعودية من مجازر بحق الأطفال اليمنيين! وبات سخيفاً أن نستثير النخوة العربية أو الإسلامية لنصرة أهالي قطاع غزة الشهداء الأحياء أو أطفال اليمن الجائعين، لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه.

في اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك برمزيته وأمثولته سقط العشرات من الفلسطينيين في أسبوع تحية الطواقم الصحية والإعلامية التي تغطي أحداث تظاهرات العودة السلمية والمستمرّة بإباء وصلابة منذ 22 أسبوعاً ليس في وجه الاحتلال الصهيوني لفلسطين فحسب بل في وجه الحكام من صهاينة العرب الأذلاء!

في اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك كرّر التحالف العربي بقيادة السعودية قصف حافلة مدنية لأطفال ونساء كانوا يحاولون الهرب من الضواحي الجنوبية لمدينة الحديدة فقتل منهم 43 طفلاً وأربع نساء والحصيلة ليست نهائية، في مشهدية مروعة مكرّرة لقصف حافلة مطلع الشهر الحالي لأكثر من أربعين طفلا!

مثل هذه المذابح بحق الإنسانية لم تعد تثير الأمة الإسلامية ولا تحرك فيها ذرة من نخوة أو ضمير، وتمرّ عليها كخبر يومي عادي في صفحة الوفيات وحوادث الطرق.

منظمة الأمم المتحدة برغم عجزها وانعدام فاعليتها، ومنظمات حقوق الإنسان، لم تستطع هضم مجازر الإبادة الجماعية للطفولة اليمنية فرفعت عقيرتها مطالبة بإجراء تحقيق دولي جادّ!

نحن لم نأسف لوقوع الأنظمة العربية في غيبوبتها الدهرية، بل نأسف لانطفاء المشاعر الإنسانية والغيرة الأخوية على مواطنين يُقتلون يومياً في فلسطين واليمن على مرأى عالم يدّعي الحضارة والرقي!

وهذا يعني في نتيجته وحصيلته أنّ الإنسان الضعيف لا حق له ولا كرامة ولا أرض يقف عليها، وقد أدرك شهداء فلسطين الأحياء الذين يندفعون للشهادة، أنهم هم من يحقق تحرير فلسطين ولو بعد حين… وكذلك حال اليمنيين الشجعان الذين أفشلوا الحملات العسكرية الضخمة منذ العام 2015، وسينتصرون…

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2018/08/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد